قال الإعلامي سعيد السريحي إن العالم يشهد صراعا بين موجتين متناقضتين إحداهما نتاج الأخرى ففي الوقت الذي تجتاح العالم ثقافة العولمة نجد ردة فعل عرقية تحاول رفض ثقافة العولمة في حين أن الاتجاه الأول يقوم على محو الاختلافات بين الثقافات المتصارعة تارة وتارة أخرى يسعى إلى تكريسها وفي كلتا الحالتين هو خدمة لما تريده القوى العظمى نحو العولمة أو الأمركة، وأضاف أننا لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن ما يشهده العالم من صراعات هو نتاج تلك الموجتين. جاء ذلك في الندوة التي أقامها نادي مكة الأدبي مساء أمس الأول بعنوان «ثقافة العولمة» والتي أدارها وكيل كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى الدكتور عبدالله الزهراني. ومن جانبها رأت المشاركة الثانية في الندوة الأستاذة الجامعية ونائبة رئيسة اللجنة النسائية بنادي مكة الأدبي الدكتورة خديجة الصبان أن الحديث عن العولمة الصغرى لا ينطبق على عالمية الإسلام فهناك فرق بين عالمية الإسلام التي تدعو إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى وبين تلك الحركات الصغرى التي أرادتها الدول الكبرى لتكون منطلقا لثقافة العولمة، وقالت إن العولمة هي تلك الثقافة السمعية البصرية التي تتجاوز اللغة لتصل إلى كل بيت وتحطم الحواجز بالتركيز على الجسد متجاوزة بذلك حدود الأخلاق أحيانا وموظفة كل الآليات العسكرية والاقتصادية والثقافية، وركزت الدكتورة الصبان على انغلاق الخطاب الدعوي وإن كان يبدو أفضل مما كان عليه في هذه المرحلة التي تقتضي مواجهة مدركة وواعية تحصّن الشباب وتنبههم حتى يفهموا ما يحيط بهم. الندوة شهدت العديد من المداخلات بدأها الدكتور محمد بن مريسي الحارثي والذي رأى أن العولمة مصطلح غير دقيق وهي ليست ذلك «البعبع» الذي يخوّف العالم وهي لا تجمع مشتركات فقط بل تسعى إلى ذوبان الخصوصيات وهي تحمل موتها بنفسها شأنها شأن أي ظاهرة كونية تقوم حولها النقاشات.