انتشرت ظاهرة ما تسمى بوادي الجن بالمدينةالمنورة وذلك بالمنتزه البري ( البيضا )، إذ تتوافد إليه مجموعة من الزوار ومن بعض الحجاج ممن نقلوا هذه الشائعة لبلادهم من الحجاج الباكستانيين والأندونيسيين، وكذلك من المقيمين بالمدينةالمنورة حتى وصل الأمر لأهاليها إذ يتجه هؤلاء للمنتزه البري ليس بقصد التنفس والتنزه كما هو معروف دائما، وإنما لمشاهدة موقع معيّن وهو منحدر بين الخط المؤدي للبيضا والقادم من البيضا، هناك منخفض منحدر تقف به أي سيارة وبإتجاه معاكس تتحرك هذه السيارة دون قائد يقودها ودون تدوير ما طور السيارة ويشاهد الجميع السيارة وهي تتحرك للخلف أو للأمام وتمر على المرتفع، وتستمر في الحركة الجاذبية حتى سرعة 80 كيلو في الساعة حسب عداد السيارة، وليست سيارة من الحجم الصغير فقط وإنما سيارات من نوع ثقيل مثل الجمس والحافلات، حيث يوقف قائد الحافلة في هذا المنحدر حافلته وهي في وضع (القير فاضي) غير معشق ورويدا رويدا تنجذب السيارة بطريقة معاكسة دون أي تدخل من قائدها، وهذا ما جعل البعض يطلق على المنتزه البري اسم ( وادي الجن ) أي أن الجن هم الذين يسحبون السيارة بالإتجاه المعاكس !!. “المدينة” وقفت على هذا المنحدر ورصدت كل ما يجري هناك: نبذة عن منتزه البيضا منتزه البيضاء يقع في شمال غربي المسجد النبوي الشريف ويبعد عن المدينةالمنورة بعشرين كيلومترا وهو رئة المدينةالمنورة التنفسية ويقصده أهلها وزوارها وهو في منطقة حوضية جبلية رائعة التكوين ويظهر سر جمال هذه البقعة في إنها تقع ضمن السلسلة الجبلية لجبال الحجاز ومعظم صخورها من الصخور النارية والمتحولة ومعظمها من الجرانيت ويعتبر منتزه البيضاء متنفسا لأهل المدينة. جنّ تسحب السيارات وقال المواطن عبدالرحيم الزيد : خلال الفترة الأخيرة تحولت منطقة البيضاء إلى مقصد كثير من الحجاج والزوار وأهالي المدينة الذين يقصدون هذا المكان من اجل مشاهدة واقعة انتشرت قصتها بين الحجاج والزائرين والمقيمين وأهالي طيبة الطيبة حول ظاهرة غريبة تحدث على الطريق المؤدي إلى منتزه البيضا وهي أن السيارة تسير نحو المرتفعات بمعنى أنها تسير نحو الصعود، حتى أن بعض هؤلاء الناس يقمون بسكب الماء نحو المنحدر المنخفض ومن ثم تشاهد الماء يصعد تدرجيا للمنحدر الأعلى الصعود ومن أجل هذه الظاهرة يتوافد الناس إلى هذه المنطقة من أجل مشاهدة هذه الظاهرة التي يعتبرونها غريبة بالنسبة لهم حيث أطلقوا عليها وادي الجن واستغل أصحاب الحافلات وسائقي السيارات الخاصة الحجاج والزوار بإصطحابهم إلى هذه المنطقة بحيث يعتبرونها من الزيارات السياحية للحجاج والزوار ويتم أخذ مبلغ من المال من كل زبون يريد الذهاب للمنتزه. مرتادو البيضا وأفاد عبدالرحمن غالب المتواجد بالموقع، قال لقد سمعنا من الناس عن هذه المنطقة بأن السيارة تسير لوحدها نحو المنطقة المرتفعة، وجئنا كي نستطلع الأمر وفعلا اكتشفنا صدق الواقعة لقد قمت بإيقاف السيارة بالمنطقة الترابية وخلال لحظات تحركت وفعلا تحركت السيارة من مكانها بإتجاه المرتفع المعاكس للطريق الآخر حتى وصلت سرعة العداد إلى أكثر من 70 كيلوا في الساعة دون تدخل مني، وهذا الأمر لفت انتباهي وأدهشني كيف سيارة بهذا الحجم تتحرك دون دفع من أحد ودون بنزين ونحو منحدر مرتفع، ولكن حسب معرفتي السابقة في الدراسة أن هناك شئ يسمى الجاذبية العكسية ولكن لا أعرف تفاصيلها تصور أن السيارة لو كانت في موقع غير هذا تحتاج لأكثر من 4 أشخاص لكي يدفعون بها حتى تصعد هذا المنحدر. البحث عن الموقع واستغرب حمود (سائق حافلة) كثرة السؤال عن موقع (وادي الجن ) من بعض الزوار والحجاج في موسم الحج الماضي، وبعد عدت أسئلة لبعض أصحاب المهنة أكدوا لي أن وادي الجن المقصود به المنتزه البري (البيضا) ولذلك يرغبون الذهاب إلى ذلك الموقع، فهو يعتبر طبيعيا ونتيجة المعلومات الخاطئة لدى البعض يأتي بعض الحجاج إلى هنا بتوصية من بعض بني جلدتهم ممن سبق وأن حضروا لهذا الموقع وشاهدوا ما جري فيه، وتحديدا المنحدر العكسي وأكثر الحجاج اللذين يأتون إلى هذا الموقع هم الزوار الباكستانيين والحجاج الاندونيسيين . استغلال الزوار وقال محمد الحربي يقوم بعض أصحاب الحافلات وسائقي السيارة الخاصة بإستغلال الزوار من خلال مضاعفة السعر، وذلك لكي يوصله لمشاهدة الظاهرة الغريبة بالمدينةالمنورة، كما يقوم البعض ممن يرون القصص الخرافية من أجل النيل والظفر بالأجر المضاعف ويصل المشوار للبيضا لبعض السيارات الخاصة مابين (100 ريال إلى 150 ريال) وأصحاب الحافلات لأنهم يأخذون عدد كبير من الزوار بسعر 20 ريال إلى 40 ريال للشخص الواحد. وأوضح ل “المدينة” الدكتور عبدالله العمري رئيس الجمعية السعودية لعلوم الجيولوجيا قال أن هذه الظاهرة تسمى بالجاذبية العكسية واكتشفت مثل هذه الظاهرة في عدة مناطق بالمملكة في (منطقة عسير، ومنطقة نجران) وتعتبر من الظواهر الطبيعية تحدث في المناطق الجبلية. وأضاف الدكتور العمري تعود الأسباب إلى التكوينات الصخرية للمنطقة، مما يحدث استنفارا للجاذبية، بمعنى أن الجاذبية تقوم بدفع الجسم بدلاً من جذبه وتعتبر من الأمور الطبيعية. من جانب أوضح الشيخ بندر بن محمد الربيش المتحدث الإعلامي ومدير العلاقات العامة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة المدينةالمنورة نحن نقوم بمناصحة أصحاب السيارات بأن لا يستغلون الحجاج والزار ويذهبوا بهم إلى هذا الموقع، فهو ليس مزارا دينيا أو سياحيا. وأشار الربيش إلى أن دوريات الهيئة تتواجد على مدخل البيضا وتمنع السيارات التي تقصد هذا المكان، مؤكدا أن هذا الوضع هو ظاهرة جيولوجية بحتة ليس للهيئة أي تدخل رسمي غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.