قال الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية الدكتور عدنان بن خليل باشا إن الهيئة وضعت في مسيرتها رؤية متكاملة تمثلت في الخطة الاستراتيجية التي من شأنها الارتقاء ببرامجها ومشروعاتها الميدانية حتى تكون ضمن المنظمات العشر الأوائل العالمية في مجالات الإغاثة والإعمار والتنمية وإنشاء مركز للتدريب المتخصص في ميادين العمل الخيري والإغاثي بجانب تأهيل وتدريب منسوبيها.. وأشار الى ان الهيئة حرصت على أن تكون أنشطتها منسجمة مع احتياجات المجتمعات التي تعمل بها مع جعل أعمال الهيئة متوافقة مع لوائح وأنظمة العمل الخيري في الدول المستضيفة وإقامة شراكة استراتيجية مع مائة جهة جديدة وتبني ميثاق شرف عالمي لحماية العمل الخيري. وقال في حواره مع «المدينة» إن عمل الهيئة لا يقتصر على الخارج بل ان قوافل الهيئة تجوب كل المناطق للتعرف على أحوال سكانها عن قرب وإجراء الدراسات الميدانية للتعرف على المحتاجين وتقديم العون لهم، وفيما يلي نص الحوار: * هل سيكون هناك تركيز من الهيئة لتقديم المساعدات داخل المملكة في الفترة القادمة؟ - لم يبدأ اهتمام الهيئة بالفقراء والمحتاجين داخل المملكة منذ فاجعة السيول وحسب، بل إن هذا الاهتمام بدأ منذ سنوات طويلة تعود إلى عام 1418ه حين ركزت الهيئة على كل فئات المحتاجين بالداخل واهتمت خصوصاً بالمساعدات العاجلة وسعت بقدر إمكاناتها للوصول إليهم في مناطقهم فقدمت لهم مساعداتها العينية والنقدية وبلغ إنفاقها في هذا الصدد حتى الآن (168,309,387) ريالاً شملت كميات كبيرة من المواد الغذائية والبطانيات والملابس والأجهزة الكهربائية والمساعدات النقدية للأسر المحتاجة وتحمل تكاليف العمليات الجراحية المتوسطة والكبيرة وكفالة (348) طالباً وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وكفالة (13,000) يتيم ويتيمة. وبشكل دائم تتجول قوافل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في القرى والهجر حاملة المساعدات الغذائية في حملات واسعة امتدت إلى مناطق عديدة داخل المملكة نذكر منها (العلا) التي تبعد عن المدينةالمنورة حوالى 300 كيلومتر. وانطلقت حملة الإغاثة لمساعدة فقراء هذه المنطقة على مدى 10 أيام. وهدفت الحملة لمساعدة ألف أسرة في أكثر من 25 قرية وهجرة لتزويدهم بالمواد الغذائية من الأرز والزيت والمكرونة والسكر إضافة إلى البطانيات والدفايات وملابس الأطفال والنساء. وذلك بعد إجراء دراسات مسبقة لكل المناطق ومن ثم تحديد المناطق الأكثر احتياجاً. ونذكر كذلك حملة ( ينبع) وماحولها حين قدمت الهيئة معونة الشتاء كالبطانيات وسواها لمواجهة موجة البرد القارس التي ضربت البلاد وكذلك الحملة الإغاثية لمنطقة (اليتمة) التي وزعت فيها (939) سلة غذائية في 23 قرية متناثرة ومتباعدة في المنطقة وانتقلت قافلة أخرى إلى حائل والقرى والهجر الموجودة في المنطقة كما توجهت قافلة رابعة إلى منطقة حفر الباطن في انطلاقة واسعة لتقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين حاملة المساعدات الغذائية والعينية. وكذلك تقديم المساعدات للاسر المحتاجة في مدينة الخرخير والليث والعديد من مدن المملكة. * ما نوعية المساعدات التي قدمتها الهيئة للمتضررين من السيول الأخيرة؟ - منذ وقوع فاجعة السيول التي اجتاحت العديد من الأحياء الواقعة في محافظة جدة شمّرت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية عن ساعدها وبادرت في تقديم مساعداتها لهؤلاء المتضررين وفي البدء خصصت مبلغ عشرة ملايين ريال لمعالجة آثار هذه الكارثة ثم وضعت ترتيباتها واستعداداتها القصوى لصرف المزيد من الأموال وعلى ضوء المستجدات التي تطرأ في حالة السيول ووفقاً للاحتياج الميداني وحسب احتياجات المتضررين وقامت وبالتنسيق مع إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة لتوزيع كميات كبيرة من الطرود التي احتوت على الملابس بمختلف المقاسات والأحجام، وكذلك كميات أخرى من المواد الغذائية في كل الأحياء المتضررة خصوصاً أحياء (قويزة) و (حي الجامعة) و(كيلو 14) وغيرها وقد استفادت منها آلاف الأسر، وواصلت الهيئة جهودها في هذا الصدد وأقامت (4) عيادات طبية، اثنتان منها نسائية بالتعاون مع الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة وزودتها بكل الإمكانات الطبية والأجهزة المتنوعة والكوادر البشرية وهذه العيادات تستقبل حالياً وفي اليوم الواحد حوالى مائتي مريض ومريضة من المتضررين، كما قدمت الهيئة حوالى (8703) سلال غذائية تحتوي على (13) صنفاً من المواد الغذائية تكفي الأسرة الواحدة لمدة شهر واحد إضافة إلى (1500) سلة كسائية متنوعة تحتوي السلة الواحدة على (25) قطعة من الملابس الرجالية والنسائية والأطفال. كما يجري التنسيق مع إدارة تعليم البنين بمحافظة جدة لتقديم بعض المستلزمات المدرسية ل (5000) طالب في جميع المراحل الدراسية وكذا التنسيق مع اللجان المختصة في محافظة جدة للمشاركة في إعادة تأهيل (500) منزل تسببت السيول في إزالتها وتسعى الهيئة إلى توفير فرص تدريب الأمهات (الأرامل) في المعاهد التدريبية المعتمدة وفق رغباتهن واستعداداتهن التي تعينهن بعد المولى عز وجل في توفير لقمة العيش لأنفسهن ولأبنائهن وبناتهن ومازالت الهيئة تواصل هذه الجهود الإنسانية حتى يتم درء آثار هذه السيول بإذن المولى عز وجل. * هل هناك تنسيق بين الهيئة والجمعيات الخيرية الأخرى والجهات الحكومية في تقديم المساعدات؟ - هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تقوم بمهامها في هذا الصدد بالتنسيق مع العديد من الجهات الحكومية مثل إدارة الدفاع المدني والشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة وإدارتي تعليم البنين والبنات، وهناك (50) شخصاً من الهيئة يعملون في هذا المجال ويشكلون حضوراً فاعلاً في كل الأحياء المتضررة وهي تستعين بالمخزون الاستراتيجي الخاص بها لدعم الغرفة التجارية ولجنة أهالي جدة للتكافل الاجتماعي وغيرها، كما أن الهيئة تعمل جاهدة في مشروع إغاثة المتضررين وسبقت غيرها في هذا المضمار وستواصل كعادتها تضميد جراح المتأثرين من السيول. * ما خطط هيئة الإغاثة في الفترة المقبلة؟ - الهيئة وضعت في مسيرتها رؤية متكاملة تمثلت في الخطة الاستراتيجية التي من شأنها الارتقاء ببرامجها ومشروعاتها الميدانية من خلال ترميز كل أعمالها الفنية والإدارية وإعادة هيكلتها على كل المستويات والتأهيل حتى تكون ضمن المنظمات العشر الأوائل العالمية في مجالات الإغاثة والإعمار والتنمية وإنشاء مركز للتدريب المتخصص في ميادين العمل الخيري والإغاثي بجانب تأهيل وتدريب ما لا يقل عن (50٪) من منسوبيها وإصدار وتطوير اللوائح للحصول على الكفاءات البشرية المحترفة والحصول على شهادة الأيزو للأمانة العامة ومكاتبها وتخصيص (30٪) من التبرعات العامة والاستثمارات (غير المخصصة) لصالح برامج الإعمار والتنمية وتسويقها وانتشار مشروعات الهيئة لتغطي 90٪ من المجتمعات الإسلامية المحتاجة وإنشاء خمسة مجمعات حضارية.. وحرصت الهيئة على أن تكون أنشطتها منسجمة مع احتياجات المجتمعات التي تعمل بها مع جعل أعمال الهيئة متوافقة مع لوائح وأنظمة العمل الخيري في الدول المستضيفة وإقامة شراكة استراتيجية مع مائة جهة جديدة وتبني ميثاق شرف عالمي لحماية العمل الخيري وإنشاء مركز للاتصال والإعلام يُعنى بالتواصل مع كل المعنيين ومركز المعلومات ودراسات للأعمال الخيرية ليكون نواة لبيت الخبرة وتطوير برامج الاستثمار والوقف لتصل إلى 30٪ من الإيرادات السنوية ورفع معدل نمو التمويل الذاتي لميزانية الهيئة ليصل في نهاية الخطة إلى 25٪ إضافة إلى استهداف فئات جديدة من المتبرعين والممولين من خارج المملكة على مستوى المنظمات والمؤسسات الموثوقة والدول المانحة وإعادة التواصل مع فئات المتبرعين المنقطعين. * هل تعاني الهيئة من قلة الموارد وما هي مصادر تمويلها؟ - أرجو من الله عز وجل أن لا تنضب موارد الهيئة لأنها والحمد لله تحظى بدعم وتشجيع كبيرين من ولاة الأمر في بلادنا العزيزة وتلقى العون والمؤازرة من قبل الدولة والشعب السعودي الكريم، مما مكنها من السير قدماً نحو تحقيق غاياتها النبيلة والوصول إلى كل المناطق المتأثرة بالكوارث من حروب أهلية وصراعات طائفية وفيضانات وزلازل ومجاعات وجفاف وقحط. وفي ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وحكومته الرشيدة تلقى الهيئة كل رعاية واهتمام من قبل كافة المسؤولين بالدولة من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب السماحة والفضيلة العلماء وأصحاب المعالي الوزراء وكل محبي الخير من كافة قطاعات الشعب السعودي رجاله ونسائه وأطفاله مما جعل هذا الصرح الذي تحتضنه المملكة ينشر ظلال الخير والعطاء في أكثر من (90) دولة من دول العالم ويقدم أقصى خدماته الإغاثية لكل الشرائح المنكوبة، وانطلاقاً من ذلك فإن أعمال الهيئة لن تتوقف بإذن الله بل إن مسيرتها وعطاءها تتواصلان في سائر حالات المحن والملمات فالخير ممدود إليها من قبل أصحاب القلوب الرحيمة وسيبقى كذلك دواماً بإذن الله.