كشف متعاملون في مطاعم ومطابخ إعداد وجبات “الكبسة” إلى ان هناك ارتفاعا في اسعار الوجبات “الدجاج” و”اللحم” مشيرين إلى ان ارتفاع سعر الوجبة سببه ارتفاع في اسعار الارز البسمتي الذي يعد العنصر الرئيس لإعداد وجبة السعوديين الشهيرة. ولفت المتعاملون إلى ان تلك الزيادة ربما تتسبب في تراجع الاقبال على الوجبة الاولى لدى المواطنين، واشاروا إلى ان ارتفاع الارز واكب ارتفاع العديد من السلع الاستهلاكية التي شهدت هي الاخرى ارتفاعات في اسعارها. وفي الوقت الذي ألقى العاملون في المطاعم باللوم على المستوردين للارز، كشف محمد الشعلان وهو من اكبر مستوردي الارز بالمملكة، إلى ان ارتفاع سعر الكبسة سواء الدجاج او اللحم يعود لارتفاع اللحوم بشكل عام، مشيرا إلى ان هناك ارتفاعا مرتقبا لاسعار الارز خلال الفترة المقبلة يتراوح بين 20 إلى 40 في المائة. وتشير آخر الإحصائيات أن السعودية تحتل المرتبة الأولى استهلاكاً لتناول الكبسة في منطقة الخليج حيث ينفق السعوديون ما يقارب أربعة مليار ات ريال سنوياُ لشراء أرز الكبسة . أسعار السوق ويقول أبو عبد الله صاحب استراحة : « إن ارتفاع الأرز بالأسواق أمر ملحوظ، مما سيضطرنا إذا استمر هذا الارتفاع إلى رفع سعر الطلبات، وما نخشاه أن يكون ذلك سبب في تراجع إقبال الأسر للمجالس وإقامة الولائم أو الحد منها في حال ارتفاعها مرة أخرى، مشيرا إلى ان تلك الارتفاعات تسببت في تراجع الارباح. من جهة أخرى يقول فايز مدير فرع في أحد المطاعم الشهيرة لبيع « الكبسة والبخاري « إن الأسعار ترتفع حسب أسعار السوق ، وهناك تفاوت في الأسعار حسب درجات الأرز ونوعيته فهناك درجة أولى (الممتاز) للأرز الهندي ( البنجابي ) الذي يتراوح سعره من 220 – 300 ريال لعبوة 45 كيلو، بينما يتراوح سعر الدرجة الثانية والثالثة للأرز الباكستاني ( البسمتي ) من 180-200 ريال لعبوة 45 كيلو، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار قائمة الوجبات لدينا بنسبة 25 في المائة، تقريباً حيث ارتفع سعر وجبة الكبسة للفرد من 3 إلى 4 ريالات ، أما الوجبة المكونة من أرز وربع دجاجة أو أرز مع قطعة لحم فمن 5 إلى 6 ريال للفرد الواحد « . ويؤكد احد البائعين في محل لبيع المواد الغذائية ويدعى “شكور” :«ارتفع سعر الأرز الهندي من 180 ريالا إلى 220 ريالا لفئة 45 كيلو بينما زاد الأزر البسمتي من 140إلى 180 ريالا لنفس الفئة . وهو ما يتماشى مع ما يقوله حمزة “موظف” في ميني سوبر ماركت، قائلا: نشتري الأرز بالجملة بسعر مرتفع نحو 30% عما سبق ، وهو ما يجعلنا مضطرين إلى بيعه بالتجزئة بزيادة حتى لا نتحمل الخسارة من ازدياد السعر ولضمن نسبة ربح جعلنا قادرين على الاستمرار في السوق. الأسعار مستقبلًا وفيما يقول رياض مورد لمطابخ شعبية لبيع الكبسة « ارتفعت الأسعار بشكل بسيط و أسعار الأرز الهندي والبسمتي ثابتة حالياً عما كانت قبل أربعة أشهر لكن الشواهد تؤكد على الارتفاع تدريجياً في الفترة المقبلة. غياب الأجهزة الرقابية ومن جهته أشار الدكتور ممدوح عبد الله باعويضان مدير مركز البحوث والتنمية بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز إلى أن إعلان الجمارك بتخفيض الرسوم الجمركية للكثير من السلع نظراً لانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية أمر يترتب عليه تراجع الأسعار وليس زيادتها . وقال باعويضان : « إن المبرر المنطقي للارتفاع النسبي الملحوظ في أسعار المواد الاستهلاكية سواءً منتجة محلية أو مستوردة يعود إلى التلاعب بالأسعار من عدة جهات وليس بناءً على مبررات منطقية بالأسواق العالمية وعليه، فإنه من الضروري تدخل الجهات الرقابية وتفعيل دور “حماية المستهلك” حتى يضمن ويشعر المواطن ان عملية التسعير ليست قائمة على نظم محاسبية عشوائية.. ومن جهته أخرى أوضح محمد الشعلان أحد مستوردي الأرز بالأسواق السعودية ل «المدينة» أن ارتفاع أسعار وجبات الأرز « الكبسة» بالمطاعم قد يعود إلى ارتفاع أسعار المدخلات الأخرى كاللحم أو الدجاج أو غيره وليس الأرز فقط « وقال الشعلان : «إن هناك ارتفاعا في سعر الأرز لكن لن يظهر تأثيره الآن وإنما في الأشهر المقبلة بنسبة تتراوح بين 20 في المائة إلى 40 في المائة مشيراً إلى أن تجار الأرز لم يزيدوا في أسعارهم حالياً» . وقال مدير عام شركة «الشعلان» محمد الشعلان: بشكل عام ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ لأسباب خارجية تعود إلى استيراد هذه المواد من الخارج بسبب عدم إنتاجنا لها وبالتالي نحن المستوردين مقيّدون بأسعار الأسواق العالمية» .