الفساد كالإرهاب، من الخطأ تبريره، ومن الصحيح هتْك سِتْر أسبابه لعلاجها وإلاّ أصبح القضاء عليه محلّك سِرْ، والتحقيق في كارثة جدّة؛ لا بُدّ وأن يكشف عن فساد لمهندسين حكوميين، فما هي يا تُرى أسباب فساد الباش مهندسين؟. هناك أسبابٌ متنوعة، لكنّ أهمّها هو تواضع الحوافز المالية لوظائفهم مقابل عِظم وثِقَل مسئولياتهم، خصوصاً المنتمين لنظام الخدمة المدنية الذي ينافس الديناصور في قِدَمِه، وهو أنتيكة أثرية غير ملائمة لعصرنا، ومِن المهندسين من يصفه ب (الخدعة المدنية)، وفيه قد يُشرف مهندسٌ راتبه (7000) ريال على مشروع قيمته مئات الملايين من الريالات، فهل هناك إغراء أقوى من هذا ليفسد المهندس؟ واللوم يقع على وزارة الخدمة المدنية التي فشلت منذ عقود في تضخيم كادرها المالي ليتناسب مع تضخّم تكاليف الحياة، وعلى وزارة المالية التي يبدو أنها تُساوي المهندسين مع المراسلين والفرّاشين، مع احترامي الشديد لهؤلاء الأخيرين، فترفض تمويل كادر جديد لهم، وعلى هيئة المهندسين التي فلحت فقط في عقد الندوات السياحية، عفواً، الندوات الهندسية، في فنادق (5) و(7) نجوم!. يُروى أنّ كهنة المعابد الفرعونية فسدوا، فكانوا يستلمون بقراً نفيساً من الناس لذبحه والتقرّب به نيابة عنهم لآلهتهم المزعومة، لكنهم كانوا يستبدلون البقر بالبطّ غير النفيس، ويبيعون البقر لحسابهم، وبعد (كفشهم) قرّر الملأ من الفراعنة إهداءهم بقرا بدلاً من عقابهم، فماذا حصل؟ بساطة، ببساطة، توقف الفساد!. أتريدون إيقاف فساد مهندسينا الحكوميين؟ لا تُهدوهم بقرا، بل كادر رواتب مُنصِف، كي لا يُصابوا بعمى الدواجن والأنعام، فيرون البقر بطّا والبطّ بقرا!. فاكس 026062287 [email protected]