طبيعي أن يشعر الشعب الفلسطيني باليأس وعدم الثقة جراء الوعود الأمريكية حول مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة بعد أن تأكد له أن كافة الجداول الزمنية التي وضعت لتنفيذ هذا المشروع لم تكن أكثر من سراب خادع لا يحمل في طياته غيرالوهم وخيبة الأمل. لذا فعندما يقول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط إن مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية يجب ألا تستغرق أكثر من عامين، فإن الشعب الفلسطيني يدرك جيدًا أن تلك ليست مجرد وعود سرابية جديدة، بل وعود بعيدة عن المنال أكثر من أي وقت مضى في ظل الظروف الراهنة التي ترفض فيها واشنطن الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الاستيطان فيما يتواصل العمل في بناء مئات الوحدات السكنية الاستيطانية ليس فقط في الكتل التي يسمونها بالكبيرة والتي تقع داخلها الوحدات التي استثناها نتنياهو من التجميد، بل أيضا في المستوطنات الصغيرة. الاستمرار في بناء المستوطنات الذي يتم في نفس الوقت الذي يطلب فيه من الفلسطينيين استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي يزيد من مشاعر المرارة والإحباط لدى الفلسطينيين الذين لا يطالبون بأكثر من حقوقهم المشروعة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم التي حولت إسرائيل الجزء الأكبر منها إلى مستوطنات فيما لم يتبق من القدسالشرقية أكثر من كيلومتر مربع واحد لا تستثنيه هو الآخر من التهويد. هذا الوضع المزري الذي تمر فيه القضية الفلسطينية يتطلب من الأسرة الدولية أن تجد الطريقة المناسبة للتعامل معه بما يكفل تجميدا كاملا ونهائيا للاستيطان تمهيدا لإنهاء هذه العقبة الكؤود التي تحول دون تحقيق السلام العادل والتوصل إلى اسلوب فعال يعتمد لغة صريحة وواضحة لا مجال فيها للمراوغات الإسرائيلية أو محاولات الالتفاف حول حقوق الشعب الفلسطيني وأدوات الشرعية الدولية. اليأس هو أخطر ما يمكن أن يقوض أي أمن ويبدد أية فرصة لمواجهة عقود مقبلة من العنف، ولدى الشعب الفلسطيني الكثير من مقومات هذا اليأس بل إن ثمة من يفاقم مشاعر اليأس الفلسطيني كل يوم.. نقول للعالم وللرئيس الأمريكي الذي نال جائزة نوبل للسلام عن افكار لم تتحقق، امنحوا الفلسطينيين بعض الأمل فما أخطر اليائسين.