قالت الإعلامية المصرية والمسؤولة السابقة عن الرقابة على المصنفات بوزارة الثقافة المصرية الدكتورة درية شرف الدين إن الفضائيات العربية وصلت الآن إلى نحو 500 قناة ناطقة باللغة العربية، إلا أن معظمها معني بالمنوعات والأغاني والدين، لافتة إلى أنه تم التأثير علينا ثقافيا في غيبة منا. وأضافت أن السينما الأمريكية هي الأضخم إنتاجا في العالم، وهي تخدم سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإذا كان هناك توجّه معين للإدارة الأمريكية في العراق، نجد أفلاما تروّج لهذا التوجّه وتدعمه. ونوّهت إلى أن استخدام السينما كأداة للترويج لمصالح الدول أمر طبيعي، إلا أن ما يثير التساؤل هو غيبة السينما المصرية في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي مرت بها البلاد، خاصة في الفترة من بداية ثورة يوليو عام 1952 وحتى اغتيال الرئيس محمد أنور السادات. وأشارت الدكتورة درية شرف الدين في ندوة “ما بين الإعلام والثقافة في مصر” التي نظمها مؤخرا منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية إلى أن أفلام حرب أكتوبر تعد من أردأ الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية على مدار تاريخها، لافتة إلى أنه ليس في مصر حتى الآن صناعة سينما بالشكل الكافي، خاصة لو قارناها بالولاياتالمتحدةالأمريكية أو الهند. وأكدت أن السينما في مصر فن يتيم، لأن وزارة الثقافة ترفضه، كما إنه قائم على أكتاف أفراد منتجين دون وجود دعم كاف من الدولة، رغم الأميّة المرتفعة في مصر، مما يجعل السينما أحد الأدوات الهامة للتثقيف في هذا الإطار. وأضافت إنها ضد تدخل الدولة في العمل الفني، حيث إن تجربة سينما القطاع العام في الستينات من القرن الماضي لها ما لها وعليها ما عليها.. إلا أنها شدّدت على وجود واجبات يجب على الدولة تحقيقها. وقالت إن هناك نشاط سينمائي ظاهر على السطح في مصر، إلا أن السينما لا توجه لها سوى شباك التذاكر، كما أن الأفلام التسجيلية والروائية في تراجع شديد ولا تجد سنداً لها. وألمحت إلى أن مصر لم تعد متزعمة للإعلام العربي، إذ أن هناك منافسين آخرين على الساحة. وشددت على أهمية الإعلام المحلي، مشيرة إلى أن القنوات التليفزيونية المحلية في مصر ما هي إلا صورة مشوهة من الإعلام القومي، وهو ما لا يجب أن يتم، فكل قناة يجب أن تركّز على ما يهم المحافظة التي تبث منها وإليها. وفي ذات السياق، عارضت الدكتورة درية شرف الدين عرض القضايا المحلية على القنوات الفضائية، منوهة إلى أن المشكلات المصرية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها يجب عرضها في وسائل الإعلام المحلية والقومية فقط دون القنوات الفضائية التي تتخطى حدود الدول. الجدير بالذكر أن الدكتورة درية شرف الدين إعلامية وناقدة سينمائية وكاتبة مصرية، ولدت في مدينة دمياط شمال القاهرة، ودرست في أكاديمية الفنون في القاهرة، وشغلت عدة مناصب، منها رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، ومنصب وكيل أول وزارة الإعلام رئيس قطاع القنوات الفضائية، وهي عضوة في الدائرة الأولى في المحكمة الإدارية العليا في مصر. ومن مؤلفاتها “السياسة والسينما في مصر” 1961-1981، كما سبق وأن قدمت عدد من البرامج التلفزيونية المتميزة، أشهرها برنامج “نادي السينما”، وبرنامج “سؤال” على شاشة الفضائية المصرية.