الدكتور محمود سفر أستاذ كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي قال: يأبى إلا أن يخوض الإصلاح والتطور متسلحاً بعقيدته وملتزماً بقيمته ويأبى وطننا إلا أن يكون غاطساً في توجهاته الإسلامية لتواكب تطلعاته الإصلاحية وأي غرابة في هذا ووطننا هو وطن العقيدة ومهبط الوحي وحامي حمى الحرمين الشريفين التي اختصها الله بهما حافظ عليها وصانها وعملت قيادته الرشيدة الحكيمة كل مستطاع لكي ينعم الزائر والمعتمر والحاج بالطمأنينة والسكينة والأمن والأمان.. كوطننا.. ويتطلع إلى التقدم ويسعى إلى الولوج بقوة وثبات إلى خضم الحضارة المعاصرة وهو في كل ذلك ومع كل ذلك وبكل ذلك يتمسك بدينه ويتمسك بقيمه ويثبت على مبادئه ويفخر بموقعه في قلب الأمة الإسلامية.. فالذي لا أشك فيه أبداً أن وطننا يسير بثقة في النهضة والرقي والتطور عبر مسيرة الإصلاح الذي خطط لها ويشرف عليها ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وبمساندة سمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً ومن ثم فلا بد أن يواكب المسيرة ويضمن نجاحها ويحقق أهدافها باعتناق المفاهيم الصحيحة والأفكار الممتعة ومن أبرزها تكريس مفهوم الاعتدال والوسطية في نسيج المجتمع السعودي لينير الطريق ويوضح المسار ويجدد السبل في التعامل مع النفس وقبول الآخر والتجاوب مع أفكاره المفيدة المتلائمة مع ثوابت مجتمع الآخرين وشع لنا في الداخل وظهر صداه في الخارج إطلاق مسمى مملكة الإنسانية على وطننا وذلك للمواقف الإنسانية التي اشتهر بها فإن من الأجدى أن يصاحب ذلك ويتمشى مع مصطلح آخر هو مملكة الاعتدال ليعرف مجتمعنا السعودي بين المجتمعات الإنسانية قاطبة كصفات التوسط في القول والاعتدال في الفعل بعد أن يتغلغل الاعتدال في الفعل بعد أن يتغلل الاعتدال في الضمائر سلوكاً ويتكرس الإنصاف في العقول تعاملاً وتنمو على الأفئدة الوسطية تفكيراً ليكون كل ذلك ممارسة وسجية تكفير ولهذا فقط تأتي أهمية الوسطية في التصرف والاعتدال في التفكير والانفتاح على الآخر والتجاوب مع الأمم وتوضح في الرؤى التي يسعى الوطن للسير إليها ومعها في تنسيقها وتكريسها لتكون نموذجاً حياً وواقعياً والأمر معقود على كرسي الاعتدال الإسلامي ليقدم كل برامجه ابحاثا علمية وتطبيقية توضح المفاهيم وتركز المعاني وتثبيط المغالاة واجتثاث التطرف وبحث التشتت ونبذ العنف ونحسب أن هذا الكرسي العام الذي نمضي اليوم بتدشينه في جامعة المؤسس جامعة الملك عبدالعزيز رحمه الله يعتبر هو اهم الكراسي العلمية ان لم يكن اهمها على الاطلاق لما ستكون لبرامجه من ابعاد متعددة ومناح عديدة وآثار جيدة في المجالات العقدية والاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية والثقافية وحتى السياسية كما ان اهميته تنبض من اهمية ما يقوم به وطننا ودوره القيادي وما يصد عنه ويعمل من اجله بحسبه مرتكزا العقيدة وحارس مقدسات المسلمين ليتحقق بذلك السعي للوصول به الى المكانة التي تليق به ويستحقها بين أمم الارض والسير به إلى أبهى مراتب العز والتقدم وهو متمسك بدينه وبأفق واسع ومحافظ على قيمه بعقل منفتح وملتزم بمبادئه برؤى سليمة وثابت بخطواته بأولويات محددة ليثبت بذلك للأمة الإسلامية المثل الأعلى والنموذج الحي والدليل العملي وفق خطى واثقة للتعريف بصحيح الاسلام بأنه دين الوسطية والاعتدال. وأضاف الدكتور سفر: نحن مؤمنون بأن تعزيز الوسطية وتنمية الاعتدال على شتى الطرق التربوية والبرامج العلمية والوسائل الاعلامية والقدوة الحسنة بات امرا محتما في ظل التطورات التي تعم العالم والأحداث التي تتعصف ونحن على يقين ان كرسي تنمية الاعتدال السعودي يمكن من أبرز المساحات وافضل السبل لبسط المعاني وتعميق المفاهيم في السلوك والتعامل والتذكير في مجتمعنا المسلم، وأما ان يتبنى سمو الامير خالد الفيصل هذا الكرسي ويرأس هيئته استشاريا بمعاونة أخيه سمو الامير تركي الفيصل يشد ازره فلا يحتاج لها إلى مبرر أو إلى توضيح فلقد عُرف سموه بالاقدام على كل ما يرفع بالوطن وللانفتاح على العالم بندية والتعامل مع الأمم بثقة وليس بغريب او مستغربا ان يفكر سموه في هذا العمل الحضاري بحق فرجل مثله ذو طموح عال في الفكر وتطلع راق في الممارسة وحرص شديد على ان يصبح وطنه قدوة في الاعتدال ورمزا في الوسطية ومثالا للفكر المنفتح حري ان يتبنى كل عمل صالح لوطنه ومواطنيه تأسيا بقيادتنا الرشيدة. فالوسطية هي نظام توازن فعال في علاقة الانسان بالنهج وفي تعامله مع غيره بعقل متوازن واعتدال واضح يحفظه عن الانحراف في وحل الافكار السيئة.