أتمنى تحصين هاتين القناتين على وجه الخصوص من تسرب بعض الاشخاص إليهما من اصحاب الأفكار الأحادية المنغلقين على ذواتهم والذين لا يرون سوى أنفسهم ومن غير المؤهلين علمياً وغير القادرين على مواكبة تطورات العصر ومستجداته * تتوالى عطاءات ملك الوطنية قائدنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وتوجيهاته الثاقبة لكل ما فيه خير الوطن والمواطن والأمة العربية والإسلامية.. وقد وجه يحفظه الله ويرعاه باستحداث أربع قنوات فضائية جديدة تنطلق من بداية العام الهجري الجاري. * تأتي انطلاقة القنوات الفضائية الجديدة بعد قرابة أربعة اشهر على انطلاق قناة متخصصة موجهة للأطفال، إضافة للقنوات السعودية الأخرى العربية والإنجليزية والرياضية، لما للإعلام من أهمية قصوى وأدوار مؤثرة في الحياة العامة والخاصة والتواصل مع الشعوب والحضارات. * من هذه القنوات الفضائية الجديدة قناتان احداهما للقرآن الكريم تنطلق من مكةالمكرمة، والثانية تنطلق من المدينةالمنورة، وستقومان بحسب وزارة الإعلام بإعطاء الصورة الحية للحرمين الشريفين، واشعار المشاهد في العالم العربي والإسلامي بأنه مرتبط بهما طوال الوقت، إلى جانب نقل الصلوات الخمس مباشرة على الهواء، وبث برامج ومحاضرات ودروس دينية مباشرة من الحرمين الشريفين، وخدمة كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وخدمة الرسالة المناطة بهذه البلاد المباركة. * لقد قوبلت هذه الخطوات بترحاب المواطنين لما على بلادنا من واجبات دينية تجاه كافة المسلمين، وأنها ستكون بعون الله نقلة نوعية للإعلام السعودي إذا ما تم تحصينها ووضع الضوابط الضرورية لها وحسن توظيفها وكان القائمون عليها من أصحاب الاختصاص الذين يتمتعون بالعلم الشرعي الكافي ومن أصحاب المؤهلات العلمية العالية والثقافة الواسعة في مجالات الشريعة الإسلامية. * أتمنى تحصين هاتين القناتين على وجه الخصوص من تسرب بعض الاشخاص إليهما من اصحاب الأفكار الأحادية المنغلقين على ذواتهم والذين لا يرون سوى أنفسهم ومن غير المؤهلين علمياً وغير القادرين على مواكبة تطورات العصر ومستجداته، لأننا نريد قنوات تخصصية خالية من الشوائب والأفكار الظلامية والتعطيلية. * أتمنى أن تكون هاتان القناتان منفتحتين على كل الأفكار والرؤى الحضارية المعاصرة بعيدا عن اجتهادات التهويل والتعقيدات التي تقف حائلاً امام الاستنارة والتعامل مع مستجدات العصر واحترام كل الآراء الاخرى واعتماد أساليب الحوارات الحضارية التي تحاكي العقول الواعية والأجيال الواعدة دون المس بالثوابت الدينية التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة. * الكثيرون وأنا واحد منهم لدينا بعض الهواجس من تسرب بعض الفئات الجافة التي ترى الدين وتتعامل معه من منظار واحد، فهي وان كانت لا تستطيع اقناع الغالبية الساحقة الا انها تظل مصدر تشويش وتشويه.. ونحن نريد قنوات ترتقي بالافكار والثقافات لا أن تحد منها. نريد أن تعتمد الأساليب الواضحة والثقافة لا الأساليب الغامضة والمنغلقة والمتحجرة. * إن في العالم الإسلامي علماء كبارا في الشؤون الإسلامية سوف يراقبون هاتين القناتين ونريد أن نكون قدوة لهم لا محل جدال بيزنطي حتى لا تفقد وهجها وأسباب انطلاقتها كاشراقة جديدة للتعاليم الإسلامية الصحيحة والدعوة للاسلام بالأساليب المحببة للنفوس لا بالتعصب الذي ينفر ولا جدوى منه. * إنها ملاحظة أوردها مع بداية انطلاقة هاتين القناتين المباركتين بعون الله وتوفيقه وأرجو أن تأتي الايام القادمة بما يعزز فخرنا واعتزازنا بهما ويدفع شبابنا ممن نحرص على تحصينهم بالتعاليم الإسلامية إلى الإقبال عليهما لتكون المحفزة لهم في السلوك والتعامل وتقوية انفسهم أمام كل التحديات.. وسيكون هناك حديث آخر عن القناتين الهامتين الثقافية والاقتصادية. وبالله التوفيق .