يدور في السر أن الاتحاد ساعٍ بكل قوته لِنَيل مهاجم الوحدة الواعد مهند عسيري، والأمر أعلنه الوحداويون بطريقة (جس النبض)، وهنا مكمن الخطأ، لأننا نعيش مرحلة احتراف، ويجب أن نكون أهلاً لهذا الأمر، وبعيدًا عن النية في البحث عن (المزايدات) يظل الأمر رهينًا برغبة اللاعب، ومتى شعر الاتحاديون بهذه الرغبة يجب الحفاظ على قوة العرض، بعيدًا عن الإعارة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وللحقيقة يمكننا القول إن العسيري مع جملة قليلة من اللاعبين الصغار هم الآن (فاكهة) الكرة السعودية، والمنطق يقول إن المواهب نادرة، والبحث عنها ليس من الضروري أن يصيب كبد الحقيقة، وأعجبني قول رئيس الشباب حيال أسامة هوساوي بأنه نادم لعدم استمراره في البحث عن وقت أن تقارع عليه الاتحاد والهلال كاعتراف بقدرات اللاعب، وحال تمكن الاتحاد من ضم العسيري سيجد نفسه قد أمن ورقة مهمة تحاكي المستقبل، ليبدأ البحث عن أوراق أخرى تسد الثقوب التي حتمًا ستنشأ مع رحيل النجوم، أو أفول نجوميتهم، وهو أمر معتاد في عالم المستديرة. الجميع يعرف أن إدارة الوحدة الحالية جاءت لسدة الرئاسة من بوابة (رفض بيع النجوم)، وهو الأمر سيضعها موقع الحرج أمام الرأي العام الوحداوي، والذي أعتقد أنه بات قانعًا بأن سياسة التجديد والتدوير نافعة إلى حد كبير مع فريق يعيش بلا ضغوط أو مطالبات ببطولة، فقد نسيت جماهير الوحدة رحيل أسامة وعيسى للهلال، وتغاضت عن إعارة الكويكبي للنصر، وربما أنها ندمت لعدم انتقال الموسى للنصر، لا سيما وهو يعيش الآن تحت طائل الإصابة، وربما تجد نفسها أمام انتقال وشيك للمر، إضافة لكامل الموسى. وحقيقة يجب أن يعرفها الوحداويون أن انتقال النجوم لن يضعف النادي، دون أن تكون الفائدة كاملة من اللاعب الراغب في الانتقال، وقد تجشموا هذا العناء مع المحياني، حين أعلن صراحة الرغبة في العب للهلال معاكسًا تيار الإدارة. الرضا لن يكون الرضا مكتملاً بكل مساحاته عن لجنة الانضباط، سواء من الهلال أو النصر، أو حتى الشباب، والأمر ينطبق على كل الأندية، ولماذا لا يحاسب كل مَن يصرح وينتقد لتقف هذه المهاترات التي أزعجت المتابع الرياضي؟ نعم رادوي أخطأ وهو أمر طبيعي في عالم الكرة، وسبق أن أخطأ غيره من النصر والشباب والأهلي، ولماذا نحمل الأمور فوق ما تحتمل، تحت غطاء التشفي الذي يثير البغضاء بين الجماهير، وينعكس بالسلب على المنافسات.