تفاقمت مشكلة وايتات الصرف الصحي بمحافظة جدة بعد توقف عدد من السائقين عن مهام الشفط الترددية اليومية بمعدلها المتفق عليه في السابق ووقع ضحيتها اصحاب المنازل من المواطنين الذين اصبحوا الان يعانون من روائح طفح مياه المجاري جراء توقف عدد من سائقي الوايتات نتيجة فداحة الخسائر المالية التي تكبدوها خلال الاشهر الماضية ، وتوقف عدد منهم بعد ان يئس من إصلاح الحال على يد الشركة الوطنية للمياه وامانة جدة حسب تعبيرهم . أقل من العائد وقال سائقون : إن تكاليف الشفط اكثر بكثير من العائد المالي الذي يتحصّلون عليه بصب مياه الشفط في الموقع الرئيسي للتفريغ في الخمرة بعد ان تعذر التفريغ في المحطات الاخرى لارتفاع الرسوم المحصلة على الوايتات حسب قولهم ولكثرة الاعطال التي تصيب المحطات ، يقول السائق (ولدو) : أساس الأزمة ليست من المواطنين اطلاقا بل من البلدية التي لم تجهز المرمى الخاص بمياه الصرف الصحي والشركة الوطنية التي تجاهلت هذه المشكلة الى الوقت الحالي ، وأشار الى ان من مظاهر هذه الازمة طابور الانتظار الذي يدخل الى شوارع الحي في الخمرة والوقوف امام ابواب المواطنين الساكنين على طول تلك الشوارع مما دعا الكثير من المواطنين للوقوف ضد الوايتات ونشوب الكثير من المشاكل والمشادات الكلامية والتي تصل في بعض الاحيان الى المشاجرات بالايدي والركل بالارجل واضاف ان عدد مرات الشفط بمعدلها اليومي الطبيعي كان يتراوح في السابق من 5-6 ردود في اليوم الواحد وبسبب هذه الازمة وبعد كارثة السيول في جدة اصبح رد واحد فقط بسبب ان تكاليف الشفط اكثر بكثير من المردود المالي الذي نتحصل عليه الان ، اضافة الى مشكلة الشوارع المكسرة في مدخل منطقة الخمرة التي يقع فيها محطة المعالجة ، وزاد من المشكلة ذلك الطابور الطويل من الوايتات وساعات الانتظار التي تتراوح مابين 6-7 ساعات يوميا مما يفوت علينا العودة الى شفط البيارات من منازل المواطنين. كثرة الأعطال ويقول السائق (يوسفاي) : إن محطات المعالجة لمياه الصرف الصحي الاخرى في بني مالك وحي الرويس والفيحاء اصبحت الان لا تستقبل الا الوايتات الخاصة بالشركة الوطنية للمياه والتي تتقاضى عليها رسوما مالية لانستطيع ان ندفعها بسبب ارتفاع تكاليف الشفط من منازل المواطنين وبعد المسافة بين منطقة وسط البلد ومنطقة الخمرة جنوبجدة ، اضافة الى كثرة الاعطال التي تصاب بها تلك المحطات وضعف الصيانة فيها ، وقال ايضا ان عدد الوايتات يوميا في محطة المعالجة بالخمرة يصل في بعض الايام الى اكثر من 3000 وايت جميعهم يقومون بالتفريغ في هذه المحطة فقط ، مما يسبب الكثير من المشاكل خصوصا مع اغلاق المصبات من قبل الموظفين القائمين على محطة المعالجة في الخمرة ، لقد كان الوضع في السابق على خير مايرام والان اصبح الوضع صعب جدا بسبب ان جميع السائقين للوايتات لايستطيعون ان يغطوا تكاليف اصلاح الوايتات وتعبئتها وصيانتها مما جعل عملية الشفط في الوقت الحالي غير مجدية ماليا بل انها اصبحت الان تتسبب في الكثير من الخسائر المالية الفادحة بالنسبة لنا كسائقين للوايتات ، اضافة الى تفاقم مشكلة كثرة الطفوحات في البيارات الخاصة بمنازل المواطنين والمقيمين في العديد من الاحياء وخصوصا الشعبية منها وشرق الخط السريع . إغلاق المصبات ويقول السائق (نبيل): لابد من اتخاذ اجراءات لحل هذه المشاكل التي نعاني منها ، ان الشركة الوطنية للمياه لاتفتح لنا المصبات لتفريغ مياه الصرف الصحي الا بعد عدد من الساعات الطويلة ، اضافة الى اننا لانستطيع ان نفرغ مياه الصرف في المحطات الاخرى في بني مالك او الرويس الا بعد ان ندفع رسوما مالية عالية حتى انهم لايستقبلون الا سائقي الوايتات الخاصة بهم ، ونحن في المقابل رفعنا اسعارنا في فترة من الوقت بسبب هذه التكاليف العالية للشفط . ونحن نطالب من خلال هذه المشكلة ان يتم افتتاح محطة كبيرة خارج المدينة تكون مفتوحة طوال ساعات اليوم نتمكن خلالها من التفريغ لمياه الصرف الصحي ويجنبنا التشابك مع المواطنين الذي يتوقفون في وجوهنا واتخذوا مواقف معادية لنا بسبب هذه المشكلة . ويقول السائق (توفيق) :إن الازمة الحقيقية والخانقة بدأت بعد كارثة جدة وتكسر الشوارع مما جعل من الوايتات لايستطيعون التحرك مثل السابق ، اضافة الى انه من الضروري ان يتم وضع مصبات أخرى بديلة عن الحالية التي تقع في وسط الاحياء المكتظة بالسكان.