أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة أن الوقف يحقق التكافل الاجتماعي وتقوى به أواصر المحبة والترابط والتلاحم بين المسلمين، موضحا سموه أن للوقف دوراً كبيراً في دفع عجلة التنمية وتحقيق النهضة الإسلامية والاجتماعية والاقتصادية، وسبباً من أسباب الحفاظ على الكثير من تراثنا الإسلامي الخالد وتحقيق تطلعات الأمة بما يوفره من إمكانات مادية تساعد في تحقيق المتطلبات. جاء ذلك في كلمة سموه لدى افتتاح مؤتمر الأوقاف الثالث الذي تنظمه الجامعة الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في رحاب الجامعة تحت عنوان: "الوقف الإسلامي.. اقتصاد وإدارة وبناء حضارة" والذي يقام خلال الفترة من 17-19 من الشهر الجاري تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وقال سموه إن من دواعي سروري واغتباطي أن أكون اليوم معكم نيابة عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. في افتتاح المؤتمر الثالث للأوقاف، والذي تنظّمه الجامعة الإسلامية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعنوان (الوقف الإسلامي: اقتصاد وإدارة وبناء حضارة). وأضاف سموه لا شك أن الوقف يشكل جزءاً كبيراً من اهتمام الفقه الإسلامي كونه سنة إسلامية حميدة ورافداً من روافد العمل الخيري وسبيلاً لتحقيق المصلحة العامة المشتركة وهو من محاسن الإسلام وآثاره السامية ويعد الوقف من أفضل الصدقات التي حث الإسلام عليها واعتبرها من أكثر الأعمال تقرباً إلى المولى عز وجل ومن أفضل أعمال البر قال الله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». وأوضح سموه أن الوقف يحقق التكافل الاجتماعي وتقوى به أواصر المحبة والترابط والتلاحم بين المسلمين، كما أن للوقف دوراً كبيراً في دفع عجلة التنمية وتحقيق النهضة الإسلامية والاجتماعية والاقتصادية، وسبباً من أسباب الحفاظ على الكثير من تراثنا الإسلامي الخالد وتحقيق تطلعات الأمة بما يوفره من إمكانات مادية تساعد في تحقيق المتطلبات. ومن هذا المنطلق جاء اهتمام هذه الدولة ، أيدها الله، وعناية خادم الحرمين الشريفين ودعمه الكبير للأوقاف بما يحقق أهداف الوقف وفق منهج إسلامي منضبط بالأحكام الشرعية وبما ينسجم مع المتغيرات الحضارية التي نعيشها، ولا شك أن ذلك لا يتحقق إلا من خلال بذل الجهود والحرص على تحري الدقة في الأعمال والقيام بكل متطلبات الوقف الشرعية والنظامية بما يؤدي إلى تطويره وتوسيع مجالاته. ندرك جيداً أن تحقيق الوقف لأهدافه مرتبط بقدرة القائمين عليه بأداء أعمالهم على الوجه المطلوب، ذلك أن العنصر البشري هو الذي يدرير دفته ويرعى شؤونه، ولا بد أن نعي جيداً أن هناك تقصيراً في الأداء في بعض الأحيان، وربما أدى هذا إلى عدم تحقيق الأهداف المطلوبة، الأمر الذي يستوجب منا الوقوف ضد أي تجاوز يتم، وأن تخضع كل الأوقاف لمعايير إسلامية شرعية دقيقة في المحاسبة والمتابعة، لكي تؤدي رسالتها على أكمل وجه. وقد جاء هذا المؤتمر بمحاوره وموضوعاته المتنوعة والأبحاث المقدمة فيه لإثراء وتطوير سبل إدارة الوقف وتلمس مشكلاته المتنوعة وتقديم الحلول الناجحة لها على أيدي علماء وباحثين متخصصين لهم حضورهم الواضح في هذا المجال. وقال سموه: أشكر الإخوة والأخوات الباحثين والباحثات على جهودهم المثمرة البناءة، كما أشكر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في معالي وزيرها الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ . والشكر موصول للجامعة الإسلامية ممثلة في معالي مديرها الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا وكافة العاملين معه على تبني مثل هذه المؤتمرات الهامة في موضوعها بما تسفر عنه بمشيئة الله من نتائج مثمرة للنهوض بأعمال المؤسسات الاجتماعية وتحقيق نهضة الأمة وقيام حضارة إسلامية قوية ذات مصادر تمويلية دائمة مستمدة منهجها من كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وفي الختام أسأل المولى عز وجل أن يكلل هذه الجهود المباركة بدوام التوفيق والنجاح، وأشكر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على دعمه ورعايته لهذا المؤتمر وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته. ثم ألقى مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا كلمة الجامعة حمِد فيها الله سبحانه وتعالى على عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن سالما معافىً من رحلته العلاجية بعد أن إذن الله بشفائه وتمنى لسموه عوداً حميداً وعمراً مديداً بمشيئة الله شاكرا لسموه الكريم تفضله برعاية المؤتمر الثالث للأوقاف. كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير المنطقة على تفضله بافتتاح هذا المؤتمر نيابة عن سمو ولي العهد الأمين والشكر له على تعهده ورعايته المتواصلين للنشاط العلمي الذي تقوم به الجامعة الإسلامية وحضوره شخصيا لكثير من هذه المناشط، رغم كثرة أعبائه ومسؤولياته وقال العقلا:لقد اختارت الجامعة عنوانا لهذا المؤتمر هو (الوقف الإسلامي اقتصاد وإدارة وبناء حضارة) وهو عنوان يكشف عن الدور الاقتصادي المأمول من الوقف، وعن ضرورات إدارته إدارة تجارية تزيد من عوائده ووضع الضوابط الكفيلة لأعمال وتصرفات إدارات الأوقاف. لقد حظي هذا المؤتمر بإقبال كبير من الباحثين والباحثات حيث تلقت اللجنة أكثر من مائة وخمسين بحثاً تم تحكيمها واستقر رأي اللجنة على اختيار سبعة وستين بحثاً منها، موزعة على أربعة محاور، وعلى امتداد سبع جلسات، وهو نتاج علمي يكرس بعض جوانب الوقف الإسلامي ويشير الى أن الوقف ليس مجرد صدقة تطوعية بل هو مؤسسة تكافلية اجتماعية تتكامل مع مصلحة الزكاة وتتضافر معها في الحد من آثار الفقر في المجتمع الإسلامي. تلا ذلك كلمة الضيوف ألقاها نيابة عنهم الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقاً. ثم كلمة لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. ويشهد المؤتمر مناقشة سبعة وستين بحثاً على مدى سبع جلسات يشارك فيها باحثون وباحثات من دول مختلفة، كما يشهد عقد محاضرتين على هامشه إحداهما للدكتور سلمان العودة بعنوان "الأسرة والعولمة" ويديرها الدكتور محمد الهاشمي الحامدي رئيس قناة المستقلة الفضائية، والأخرى للدكتور إبراهيم الدويش بعنوان :”التعامل مع الشباب” يقدمها الدكتور فهد السنيدي.من اللافت أن ضيف المؤتمر الدكتور أحمد زكي بدر رئيس جامعة عين شمس كان قد غادر المؤتمر قبيل انعقاده بقليل إلى القاهرة بعد تلقيه خبر تعيينه وزيراً للتربية والتعليم بجمهورية مصر الشقيقة.