إذا كانت سيول الأربعاء الجارفة قد دمرت كل ما واجهها في طريقها، فهناك آخرون تعرضوا لخسائر كبيرة دون أن يمر بهم السيل، ومن هؤلاء أسرة أم راكان المكونة من 16 فرداً والتي يبدو أن رجال الدفاع المدني لم يصدقوا روايتها عن الأضرار التي تعرضوا لها في هذه الكارثة كونهم يسكنون في سطح “عمارة” بحي الجامعة. أم راكان روت ل “المدينة” تفاصيل ما حدث لها بكلمات تعبّر عن حجم المأساة التي تعيشها وأسرتها منذ يوم الأربعاء الشهير حيث قالت: “أقطن مع أسرتي المكونة مني وأولادي الأربعة وشقيقتي مع أطفالها الثمانية بالإضافة إلى زوجة أخي وولدها، في منزل متواضع على سطح مكشوف بعمارة شعبية آيلة للسقوط في حي الجامعة بالقرب من مسجد الإمام الذهبي، وقد فاجأتنا أمطار الأربعاء وانهالت علينا من كل جانب ودخلت المياه المنزل وجرفت ودمرت الأثاث بالكامل وتركتنا على البلاط". وتضيف: “ لم نتوقع أن تحدث لنا هذه الكارثة حين انتقلنا إلى هذا الحي اضطراراً بعد أن تمت إزالة منزلنا السابق في حي الشرفية، ولم تساعدنا إمكانياتنا المادية المتواضعة على الإنتقال إلى غيره". تتوقف أم راكان عن الحديث وهي تغالب دمعة حارة سالت على خدها، تأخذ نفساً عميقاً كعمق مأساتها ثم تقول : " تجاهلنا رجال الدفاع المدني ورفضوا معاينة المنزل حتى بعد استدعائهم من حي قويزة، لم يستجب لنا احد، ويبدو أنهم لم يقتنعوا بتضررنا في سطح عمارة، وكأن الأضرار كانت وقفاً على السيل دون الأمطار، وحتى بعد أن سجلنا طلب المساعدة لدى الدفاع المدني واستوفينا كافة الأوراق والشروط المطلوبة لم تقدم لنا أي من إعانات غذائية أو مالية، سوى سلة غذائية حصلنا عليها من المستودع الخيري ولمرة واحدة فقط". وتضيف: “وجاءت الأمطار الأخيرة مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء لتضاعف معاناتنا حيث أصيب أولادي الصغار بنزلة معوية من شدة البرد لعدم توفر الأغطية ووسائل التدفئة ولم يتمكنوا من الذهاب إلى مدارسهم”.