أجزم تماما أن معظم إن لم يكن كل المتضررين من سيول أربعاء جده الأسود مديونين للبنوك المحلية سواء قروض شخصية أو تقسيط سيارات أو رهن أو غير ذلك . وليس هذا حكرا عليهم بل أن معظم الشعب كذلك ، نظرا لما تقدمه البنوك من تسهيلات الحصول على النقد بسهولة وبمبالغ كبيرة أو التقسيط لسعلة معينة ، وما أسعد المواطن حين تسلمه للقرض وما أحزنه بعد أن يصرفه في أيام قليلة ويقسطه طول العمر . ما لم أقرأه أو أسمعه أو أشاهده أنه ليس هناك أي تفاعل جاد من بنوكنا المحلية التي تعتبر أكبر مستفيد على الإطلاق في بلد الخير ( فلا ضرائب ولا رسوم ولا فوائد ولا مشاركات مجتمعية ولا مشاركة في تأسيس بنية تحتية أو نشاط اجتماعي جبار بل زيادة في الأرباح وتجنب للخسائر ونمو مضطرد ) . علاوة على ذلك نجد أن معظم البنوك لم تحرك ساكنا تجاه كارثة جده عدا تفاعل خجول من بنك أو بنكين من خلال تقديم إعانات إغاثة تشبه تلك التي يقدمها فاعلي الخير والجمعيات الخيرية من طعام وتموين ومساهمة في إيواء أو شبيه ذلك . إذن لماذا لا تتحرك البنوك وتفك ذلك الجمود الكبير في علاقاتها مع الوطن والمواطن ؟ لماذا لا نسمع ونقرأ ونشاهد بنكا يستفيد من رواتب وأموال أكثر من نصف الشعب ولم يبادر بإعفاء منكوبي جده من تسديد المديونيات كليا أو جزئيا أو لعام واحد على الأقل ؟ لماذا لا نجد تجاوبا وطنيا من جميع البنوك تجاه المواطن المنكوب حتى يستعيد عافيته ويستطيع بناء حياته من جديد ؟ إن متضرري ومنكوبي جده في حاجة ماسة لتقديم المساعدة من تلك البنوك فلكم أن تتصورا مواطنا يدفع ثلث راتبه للبنك تسديدا لمديونيته بالإضافة إلى التزامات الحياة الأخرى ويكون أحد المتضريين من الكارثة ثم يأتي آخر الشهر فيجد راتبه منقوصا كالعادة وهو في أمس الحاجة إلى ريال واحد ، فأي مساهمة وطنية من ذلك البنك الوطني الذي يكسب مليارات الريالات من تلك القروض ولم يتحرك الضمير ليقلل من أرباحه ويعفي ذلك المكلوم من قليل من المال الذي بالنسبة للبنك لا شيء . البنوك المحلية لابد أن تتحرك وهذا وقتها في جده ، ويجب أن يكون لها الدور الفاعل والكبير وأن تتحمل المسئولية الاجتماعية والإنسانية والوطنية . وان تسهم في إعادة إعمار جده لتعود العروس من جديد عروسا . هذا مالم أقرأه أو أسمعه أو أشاهده عن البنوك فإن حدث شيء قصرت معرفتي عنه فهذا ما نريد ، وإن لم يكن فياليت قومي يفقهون ... أحمد خضران العُمري – الرياض