عمر الفاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة الاعتداء على طائرة امريكية الجمعة هو شاب مسلم من شمال نيجيريا درس في لندن وكان والده المصرفي الثري ابلغ السلطات الامريكية بتطرف ابنه. وعمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما) هو ابن عبد المطلب (70 عاما) الوزير السابق والشخصية المعروفة في نيجيريا. وقال عبد المطلب الذي كان رئيس مجلس ادارة “مصرف فيرست بنك اوف نيجيريا “حتى تقاعده في منتصف كانون الاول/ديسمبر، انه والد الشاب الذي وجهت اليه التهمة في الولاياتالمتحدة بمحاولة تفجير طائرة اميركية قادمة من امستردام قبيل هبوطها في ديترويت شمال الولاياتالمتحدة. وقال عبد المطلب "تلقيت اتصالات من مختلف انحاء العالم حول ابني الذي اوقف بتهمة محاولة تفجير طائرة"، معربا عن "صدمته الشديدة". وقام ركاب بالسيطرة على الشاب فيما كان يحاول اشعال متفجرات مثيرا بداية حريق في الطائرة.وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس السبت ان والد الشاب "اتصل الشهر الماضي بالسفارة الاميركية في نيجيريا لابلاغها بقلقه حيال تطرف ابنه". واوضح المسؤول من جهة ثانية ان عمر الفاروق عبد المطلب حصل على تأشيرة الدخول الى الولاياتالمتحدة في حزيران/يونيو 2008، مؤكدا انه كان مدرجا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2009 على قاعدة بيانات رسمية كبيرة تضم 550 الف شخص يمكن ان يكونوا على ارتباط ما بالارهاب، غير انه لم يكن على قائمة من اربعة الاف شخص يحظر سفرهم الى الولاياتالمتحدة. في المقابل، كانت بريطانيا رفضت منح الشاب الذي اكد لمكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) ارتباطه بتنظيم القاعدة، تأشيرة دخول طلابية في ايار/مايو نظرا الى الطابع المريب للمؤسسة التي اعلن انه يعتزم الالتحاق بها، وفق معلومات صحافية. ويقيم والده الذي سبق وتولى وزارة التنمية الاقتصادية واعادة الاعمار، بين مدينة فونتوا مسقط رأسه في ولاية كاتسينا (شمال) وكادونا عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه في شمال البلاد، بحسب جيران له في كادونا وقال الجيران ان عمر الفاروق عبد المطلب كان احد اولاد المصرفي الستة عشر من زوجته الثانية. وبحسب صحيفة”this day”، فان عائلة عبد المطلب تملك مسكنا في وسط لندن حيث درس الشاب الهندسة في جامعة يونيفرسيتي كولدج قبل الانتقال بحسب الصحيفة الى مصر ثم دبي حيث ابلغ عائلته بانه يريد قطع روابطه معها. وذكرت الصحيفة انه لفت الانتباه منذ صباه بتطرفه الاسلامي، وانه كان يبشر رفاقه بالاسلام المتطرف في المدرسة البريطانية الدولية في لوميه بتوغو. واكد احد اساتذته البريطانيين السابقين في لوميه للبي بي سي انه كان يعبر عن افكار متطرفة وقد ايد بصورة خاصة نظام طالبان في افغانستان عام 2001، لكنه وصفه بانه شاب "موهوب" و"لامع للغاية". وقال والده الذي اسس مصرف جايز الدولي، اول مصرف اسلامي في نيجيريا والذي حصل اخيرا على الضوء الاخضر من البنك المركزي النيجيري، انه فوجئ بحصول ابنه على تأشيرة دخول للتوجه الى الولاياتالمتحدة رغم تحذيراته. واكدت السلطات الهولندية ان الشاب المسلم توجه من لاغوس عاصمة نيجيريا المالية الى امستردام قبل ان يصعد على متن الطائرة المتوجهة الى ديترويت حاملا تأشيرة دخول اميركية صالحة. وكانت شركة نورثوست ايرلاينز ارسلت قبل الاقلاع طبقا للاجراءات الاعتيادية المتبعة قائمة الركاب وبياناتهم الشخصية ومن ضمنها بيانات المتهم الى السلطات الاميركية التي اعطت موافقتها على الاقلاع، بحسب ما افادت اجهزة المنسق الوطني لمكافحة الارهاب في هولندا. ومثل عمر الفاروق عبد المطلب الذي كان يحمل مادة شديدة الانفجار قد تكون مادة البنتريت، امس الاول امام قاض ابلغه رسميا باللائحة الاتهامية الموجهة اليه . من ناحية أخرى ذكر تقرير نشرته صحيفة «ذيس داي» النيجيرية أن الأب كان يشعر بالقلق البالغ بسبب وجهات النظر المتطرفة لنجله لدرجة أنه تحدث مع جهات أمنية حول هذا الموضوع ونقلت صحيفة «صنداي تليجراف» عن أحد أقارب الشاب النيجيري/23 عاما/ قوله إن الأسرة كانت تخشى من إضفاء الطابع المتطرف على عقيدة عبد المطلب في بريطانيا والد عمر فاروق متزوج من يمنية لكن من غير المؤكد أن يكون ابنه عمر من هذه الزوجة. درس عمر الثانوية بتوجو وأكملها بلندن وللأسرة منزل بلندن وعندما كان عمر بالثانوية كان زملاؤه يطلقون عليه مسمى (الألفا) بسبب اهتماماته الدينية . وزار عمر بعد دراسته الجامعية مصر وانتقل بعدها إلى أبو ظبي في إحدى الإجازات وهناك أعلن لأسرته أنه سيقطع أية صلة له بهم . كان عمر يسافر على أساس تأشيرة ممنوحة له لمدة عامين من يونيو عام 2008 إلى يونيو كي يحضر سمنارات (حلقات دراسية ) دينية .وكان والده قد ابلغ السلطات الأمريكية عن تصرفات ابنه” الغريبة” يقول روبرت مان مدير مؤسسة مان للاستشارات الامنية بواشنطون إن هذه العملية تقلقنا بصورة خاصة لأنها تظهر النقص في تعقب المؤامرات الأجنبية لعمل متفجرات من هذا النوع . على صعيد آخر يعتقد بعض المسؤولين الامنيين الامريكيين أن هناك علاقة بين هذا الإرهابي والعولقي في اليمن .