شهدت منطقة المدينةالمنورة خلال الخمس سنوات الماضية (76 حالة عنف أسري) سجلت لدى الجهات الأمنية بالمنطقة، وكانت حصيلة الاعتداء اللفظي والمعنوي منها 42 حالة، والاعتداء الجسدي 34 حالة نتج عنها 23 إصابة، وثلاث حالات وفاة، وكان نصيب النساء من حالة العنف 30 حالة ضدهن، و11 حالة ضد أطفال، وأدرجت 33 حالة كان المعتدي بحالة سكر أما غالبية أعمار المتسببين بالاعتداء انحصرت بين (18-29 عاما) منهم 55 عاطلين عن العمل . وكان الخلاف الأسري وراء 32 حالة اعتداء من حصيلة الاعتداءات، وشهد العام المنصرم الأكثر سجلا للعنف الأسري حيث سجل 23حالة اعتداء منها 17 حالة بسبب خلاف عائلي. وقالت الدكتورة فاطمة داوود عبدالحميد رئيسة فريق الحماية من إيذاء العنف الأسري بصحة المدينةالمنورة إن “المعتدي الأكثر حضورا” في العنف بين الأسرة هم (أب، أخ، عم، خال، قريب) بنسبة تفوق 75% من المعتدين. الفئات المعرضة وأشارت في حديثها (للمدينة) إلى أن الفئات الأكثر عرضة للعنف هم خدم المنازل والزوجة كضحية للزوج والأبناء وخصوصا البنات كضحايا للأب أو للأخ أو العم والمعاقون والمسنون، وهذا السلوك العدواني المتعمد الموجه نحو الآخرين باستخدام القوة والإكراه والإجبار لإيقاع الأذى الجسدي والنفسي من ضرب ومعاملة قاسية وإهانة وتحقير واغتصاب وتعذيب وأفعال أخرى يترتب عليها الموت أو آثار بدنية ونفسية عميقة ترافق الضحية لمدة طويلة، وتضيف “ ورغم أن العنف الأسري هو أشهر أنواع الاعتداء البشري انتشاراً في العالم، لكن لا توجد دراسة دقيقة تبين نسبة العنف الأسري في مجتمعنا. أنواع العنف وقالت رئيسة فريق الحماية من إيذاء العنف السري بصحة المدينة، إن من أنواع العنف هو اللفظي (العاطفي) والعنف الاقتصادي والعنف النفسي والعنف الاجتماعي الإهمال والحرمان والعنف الجسدي والعنف الجنسي والعنف الصحي مرجعة أسبابه إلى الفقر والبطالة والإدمان وتفشي الأمية والجهل والموروثات الاجتماعية والفراغ عند الشباب والمراهقين والتركيز الإعلامي على المشاهد الجنسية، والكبت بكل أنواعه (الجنسي والاجتماعي والسياسي) والاضطرابات الشخصية والسلوكية والنفسية والعقلية. آثاره وبينت د. فاطمة أن كل ذلك ينتج عنه تولد العنف لدى الطفل والاعتداء على الآخرين بالقول أو الفعل ونشوء العقد النفسية التي قد تتطور إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو إجرامية، كتخريب الممتلكات والسرقة والتدخين والإدمان للمخدرات، والميول الانتحارية وكره الحياة الزوجية بالنسبة للنساء وبالتالي الوصول إلى الطلاق أو إلى حالات الانفصال الزوجي، إضافة إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي للطلاب ثم الفشل في الدراسة وصعوبة التواصل وتكوين العلاقات مع الآخرين والشعور بالحقد والكراهية تجاه المجتمع وعدم الثقة بالنفس وعدم الشعور بالأمان والأذى الجسدي والذي يصل إلى حالات الإصابة الشديدة أو إعاقات دائمة. الحلول وأشارت رئيسة فريق الحماية من إيذاء العنف الأسري إلى أن آثاره بدأت تظهر بشكل ملموس واصبحت المشكلة في حاجة لتضافر جهود المجتمع، لوقف هذه الظاهرة وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وهناك جوانب مهمة لا بد من الوقوف عندها لإيجاد الحلول المناسبة لإيقاف هذا الجرم ومنها الجانب الاجتماعي والتشريعي والاعتراف بوجود العنف الأسري في المملكة لتحقيق مبادئ وقيم الشريعة الإسلامية وتهميش دور الموروثات الاجتماعية السلبية المؤيدة للعنف الأسري وتجريم كافة أنواعه. العقوبات والتصدي وبينت أنه لابد من تطبيق العقوبات التعزيرية الرادعة على المعتدي، وإلزامية التبليغ وحماية المبلغين، ومعاقبة المعتدين كما يجب استحداث إدارات تُعنى بالتصدي للعنف الأسري في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية في المملكة، وإيجاد آلية للتعاون فيما بينها، وتدريب وتأهيل المهنيين المتعاملين مع حالات العنف الأسري وتوفير الحماية والخصوصية للضحايا في الإجراءات والمنشآت التي يتم التعامل معهم فيها، وتعزيز قدرات الفئات الأكثر عرضة للعنف الأسري على حماية أنفسهم من الإيذاء وإدراج حقوق الأسرة والوقاية، والتصدي للعنف ضمن المناهج في كافة المراحل وتكثيف البرامج الإرشادية الموجهة للمقبلين على الزواج حول مهارات حل المشاكل الأسرية عبر الحوار. وقالت د. فاطمة داوود كما يجب وضع إستراتيجية إعلامية للتصدي والوقاية من العنف الأسري في المملكة، وتحفيز وسائل الإعلام بمراعاة حقوق الأطفال والنساء والمسنين من ضحايا العنف الأسري.