وقف صقورنا المظليون ومعهم أبطال صناديد من أفرع القوات المسلحة على جبهة القتال يخطون صحائف البطولة، والنصر بحجم مساحة الوطن فيما أطلقوا لمشاعرهم العنان وهم يتمنطقون بشرف النصر. واتخذ فريق “المدينة” قرارا بالدخول إلى عمق الجبهة لنقل حقائق المعارك كما هي بلا رتوش، وكم كانت الرحلة إلى قرى الغاوية التي كانت المسرح المخيف لعمليات القتال التي أدارها بشجاعة واقتدار رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فما هانوا ولا استكانوا بل كانوا هم الأسود التي غرست مخالبها وأنيابها في العدو لتمزقه شر ممزق. ودلفنا من دائري الخوبة باتجاه قرى الغاوية وسط حماية مكثفة من رجال وآليات المظليين، وبدأنا رحلتنا من قرية المدبع والمضبّر جنوب غرب مدينة الخوبة، وهي من القرى التي دارت فيها المعارك الشرسة وهناك وفي كل القرى التي طُرد منها العدو وتحولت إلى مقابر لأعداد كبيرة من عصابته خرجت الجباه والسواعد التي تعفّرت بتراب الوطن الطاهر من مخابئها لتستقبلنا (الله أكبر الله أكبر الله أكبر) فيما لازال الآخرون منشغلين في رصد تحركات بقايا قليلة من المتسللين المنهزمين يبحثون لهم عن مخرج للنجاة من قبضة مقاتلي المظليات. وتحدث العقيد ركن مظلي تركي التريكي قائلا “الحمد لله الذي أمدنا بعونه وتوفيقه فنصرنا على عدو الوطن، الذي اعتدى على دولة لا تتدخل في شؤون الغير بل إنها تحترم الجار وتسارع إلى نجدة المنكوب دون منّ منها، ولكن هذه الشرذمة المريضة طاوعت شياطينها واعتدت على حدود وسيادة بلد مجاور فكان التعامل مع هؤلاء المتسللين باللغة التي يفهمونها، ونحن سعداء بوجود صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز بيننا في هذا اليوم المبارك، وهذا هو ديدن سموه فهو جزء لا يتجزأ من هذه الحرب، وهو فارس حرب ووجوده بيننا يعطينا ويعطي المقاتلين شعورا بالفخر والاعتزاز. أما العقيد ركن مجاهد بن هذال الجعيد فقال نحمد الله الذي مكن أبطالنا من هذه الفئة الباغية المعتدية فقد أذاقهم أبطالنا شر هزيمة، ودحروهم وهم يجرون أذيال الخيبة، فقد اعتدوا على سيادة بلد رائد في السلام على المستوى العالمي، ولكن الله ثبت جندنا فلقنوا المعتدين دروساً قاسية، ونحن نسجل إعجابنا بكل واحد من أبناء القوات المسلحة فقد كانوا وبحق أبطالا. والمقدم ركن يوسف الشويكاني والذي استقبلنا بروح مرحة تعكس الإيمان العميق لدى مقاتلينا قال “لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا” وأن الله تبارك وتعالى ثبت مقاتلينا الأبطال في وجه عدو فقد كل القيم والأخلاق الإسلامية والعربية، إذ اعتدى على قرى آمنة دون سبب، والحمد الله الذي شتت جمع العدو، وألحق بهم شر هزيمة، بضربات أيد مؤمنة تحب الخير ولا تضمر الشر تمتد بالمحبة ولا تمتد بالبطش والخديعة. وقال الشويكاني إننا نرخص أرواحنا دون وطننا وها أنت ترى سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير الصنديد خالد بن سلطان بين المقاتلين الأبطال ينقل لهم تهاني خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني بالعام الهجري الجديد وهذه صورة عظيمة من صور التلاحم والبطولة. وقال العقيد ركن عابد بن زايد العصيمي إن هذا اليوم من الأيام الخالدة وأبطالنا يسجلون هذا الانتصار الذي يسبق الانتصار الأكبر بخطوات قليلة فقد انتهت المعارك الكبرى مع العدو بعد أن دمرتهم سواعد الجد والفداء وكلنا دون تراب هذا الوطن الغالي.