في كل بلاد الدنيا تقدم المدارس الخاصة مناهج مختلفة جزئيًّا عن المناهج التي تقدّمها وزارة التربية والتعليم. فبعض المدارس تركّز على الثقافة الإنجليزية، وبعض المدارس تركّز على الثقافة الفرنسية. لكن في كل الحالات توجد مواد إلزامية تقرّها الوزارة على جميع التلاميذ في البلاد أيًّا كانت المدارس التي ينتمون إليها. في المملكة نحن ندفع الآلاف المؤلّفة من الريالات لنسجّل أبناءنا في المدارس الخاصة، لكن دون أن نحصل على خدمة تعليمية متميّزة عن الخدمة التي تقدّمها الوزارة. كل ما يحرص أولياء الأمور السعوديون على توفيره لأولادهم هو تأمين جو أكثر أمانًا ورقيًّا، وأقل ازدحامًا، وأسلم من الناحية الصحية والنفسية. تصوّروا..! هذا هو ما يمكن أن تنفرد المدرسة الخاصة بتقديمه. أمّا نوعية التعليم نفسه فليس هناك اختلاف رغم الآلاف المؤلّفة التي يدفعها أولياء الأمور كثمن لتسجيل أولادهم في المدارس الخاصة، التي تمتاز برحابة المباني، ووجود الملاعب، والقاعات، والمختبرات.. والأهم من كل ما سبق هو دماثة المدرسين (المدفوع ثمنها). بالطبع هذا لا ينفي وجود مدارس تقدّم نوعية مختلفة من التعليم، لكن هذه المدارس قد تصل رسومها إلى حوالى مائة ألف ريال في العام. وهذا يعني أنها مدارس مخصصة لطبقة الأثرياء. يجب أن نقضي على التمييز في التعليم عن طريق الارتقاء بالمدارس العامة والرخيصة، ومتوسطة الأجر -يؤمها أبناء الطبقة المتوسطة- ومرتفعة الأجر -يؤمها أبناء الطبقة المتوسطة المرتفعة- حتى يتساوى الجميع في حقهم في التعليم. الجميع بحاجة إلى تلقي التعليم الذي تمتاز به المدارس باهظة الأجر.