أعلن مجمع اللغة العربية في القاهرة، عن جائزة سنوية قدرها أربعون ألف جنيه، تُمنح لأجود نص محقق من التراث العربي، يُنشر لأول مرة محققًا تحقيقًا منهجيًّا، واشترط المجمع أن يكون النص المحقق مؤلّفًا قبل نهاية القرن الثاني عشر الهجري، وأن يكون العمل المقدم في متن اللغة العربية، أو في فقهها، أو علم من علومها، أو في نصٍّ من نصوصها الأدبية شعرًا أو نثرًا، كذلك أعلن المجمع أن موضوع جائزته في العلوم اللغوية سيكون الدرس اللغوي عند سيبويه، وابن جني. *** لا جدال في أن لغة الضاد قد شهدت في العقود الأخيرة تدهورًا على جميع المستويات، سواء في مراحل التعليم جميعها، بما في ذلك الجامعية والدراسات العليا، أو على مستوى أجهزة الإعلام، فضلاً عن لغة الجمهور العام، ومن المفارقات أن تظل برامج الإذاعة والتلفزيون لهيئة الإذاعة البريطانية، وحتى يومنا هذا، الأكثر حرصًا على سلامة اللغة، وصحة العبارة، وأصول النحو، وأن يكون ذلك جزءًا لا يتجزأ من تأهيل كافة العاملين في البرامج البريطانية الموجهة للعالم العربي. *** لقد كتبتُ قبل ذلك عن ضرورة إنشاء مجمع سعودي للغة العربية، وقلت إن بلادنا مليئة -والحمد لله- بأساتذة اللغة العربية، المؤهلين لعضوية المجلس، وأوضحت بأن وجود جهة مركزية مهمّتها الرئيسية حراسة اللغة، ورعاية آدابها، والحفاظ على نقائها، وتقديم العون العلمي للجهات التي تعمل على خدمة اللغة العربية، وتعد لذلك مناهجها، كوزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الثقافة والإعلام. أعلم أن أستاذنا معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة مشغول للغاية، وأن جدول أعماله ومشاريعه، والقنوات الجديدة التي بدأت عملها، تستهلك جل وقته، لكن إنشاء مجمع سعودي للغة العربية أمر هام وأساسي، للحفاظ على لغة القرآن، والارتقاء بمستوى برامج تعليمها، في مهبط الوحي، وموئل اللغة، وقبلة الأمة.