وتتدافع الصور في ذاكرة جدة المنكوبة بهديل الانطفاء، صور تتقاطع... تتبعثر.... تتوالد.... تلبس كل الطرقات، تطل كشبح من شقوق الكاميرات، إنه المد الطاغي لسحاب بنكهات الخراب، وقطرات ماء بملامح مأساة، كل هذا قبل ان تعلو الصرخات من المسؤول... وكيف... وأين... ولا تستريح التساؤلات، لكننا وبرغم المد الطاغي، وبرغم جميع النكبات... لم نفتقد البدر في الليلة الدهماء، ليطل علينا قمراً أوسع من كل الظلمات ويداً حانية، احترفت مسح دموع الثكالى واليتامى وجميع من اشقاهم هول الشقاء، لتحكم قبضتها على من فر من البسمات، وتعيدها لوجوه امتحنها القدر والقضاء، ابتلاها سبحانه الله بداء وأرسلك لتكون الدواء. يا خادم الحرمين.. يا جبهة المستضعفين ويا نسر الضياء.. كلما كبرت الفاجعة ضاقت مساحة اللغة، وكلما عظمت الرجال تعبت خلف وصفهم العبارات، ليست مفرداتي وحدها.. بل مفردات كل اللغات.