تعبر المقالة الصحفية –أسبوعية كانت أم يومية- عن التزام أخلاقي بين الكاتب والقارئ، فالمقالة بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها القراء، النافذة التي يطلون من خلالها على حقول أحلامهم البسيطة، يترقبون شمس آمالهم الجميلة، ولانني قد شرفت بان أكتب في (المدينة) الغراء، فانني أود ان أعبر عن الميثاق الأخلاقي الذي سيحكم قلمي وكلماتي، ويؤطر اطروحاتي ومقالاتي، وأول مبادئ هذا الميثاق: ان الوطن وجود وانتماء، وشراكة مسؤولة في مسيرة البناء.. ولهذا فان كل ما سيتم تناوله وطرحه وتشخيصه هو جزء من رسالة يجب ان تؤدي لصالح هذا الوطن الذي عشقناه فأنشدناه: يا موطني والهوى العذري.. يجمعنا رأيتك الحسن... حتى خلتك القمرا رأيتك العزم للعلياء مبتدأ فكل عزم سيغدو بعدك الخبرا وما نعتقده –يقينا- ان المحب أولى بتلمس سمات محبوبه.. امتيازا أو قصورا. والمبدأ الثاني في ميثاقنا الأخلاقي.. ان القيادة موكل بها مسؤوليات جسام تجاه الوطن وأبنائه، وليس لها إزاء ذلك الا الولاء المخلص والدعاء، والمعاضدة عبر الطرح الصادق والهادف واسداء المخلص من الآراء، وثالث هذه المبادئ –الا تأخذ القلم في الحق لومة لائم فالكتابة مسؤولية، والكلمة أمانة.. والرسالة لا بد وان تبلغ، بعد ان تبنى على العدل والصدق والموضوعية.. هذه الموضوعية التي تحتم على (نبض الأنامل) مراجعة الطرح، والإعلان بشجاعة عن الخطأ والتراجع عنه متى ما تطلب الأمر ذلك وثبت غيره. أما رابع مبادئ الميثاق.. فهو ان تنطلق هذه المساحة من حرص جلي، وسعي دؤوب لتكون نبضا حقيقيا يتلمس مواطن الألم والأمل لدى القارئ الكريم وطرحها أمام المسؤول الذي نظن به وبصلاحه الخير الكثير، إذ لم تسند له هذه المسؤولية الا لثقة في أمانته وكفاءته وانتمائه لوطنه ومجتمعه.. بيد ان كل إنسان قد تغيب عن أنظاره بعض جوانب القصور دون قصد منه.. وهذا ما سيحرك (نبض الأنامل) إلى وضع مناحي القصور تحت أنظاره مساندة له وإقامة للحجة عليه أمام الله قبل أولي الأمر. أما آخر هذه المبادئ فيتجسد في قناعتنا بان القلم لسان الحقيقة، وان الحقيقة نسبية وحسبنا ان يكون (النبض) متسما بالحياة، وان يسير تناول الأمور عبر (أنامل) تشرح ولا تجرح.. تتعاطف وان قست وتتلمس الأعذار وتحسن النوايا.. وان وخزت. فان لم يكن القلم كذلك، فان صمته أولى وأشرف.. وهذا ميثاقي فاشهدوه. نبضة أمل: الكلمة إشراقة حلم يرنو إلى صباحات وطن!! .