أهداني أحد الأصدقاء المقربين إلى قلبي كثيراً كتاباً هو مؤلفه حينها سررت جداً بالهدية، لكونها من الغالين وكنت فرحاً بهذا النجاح الذي حققه دون أن أعلم محتوى الكتاب الحقيقي، أخذت الكتاب وباركته له وذهبت وأنا أقلب الكتاب يمنة ويسرة معجباً بغلافه وتمنيت أن يعجبني محتواه أيضاً إلى أن أويت إلى مكتبي المنزلي لقراءته، فها أنا أبدأ وكنت قد صفيت ذهني تماماً تيمناً باسم الكتاب وأبحرت في القراءة، فأنا أجزم لو أن أحداً تحسس على باب غرفتي لقال إن مجنوناً بالداخل أضحك أحياناً لدرجة القهقهة وأتذكر الأيام الجميلة وكثيراً ما أشعر بأن الكتاب لامس جروحاً منسية ولكنها مستعدة للتذكير عندما تجد إحساساً صادقاً يثير ما بداخلها من سكون لتعود من جديد لتجد دمعة على خدك بلا مقدمات. قليلاً ما أقرأ كتاباً كاملاً في يوم، ليس كسلاً مني ولكن غالباً لا أملك الوقت الكافي لذلك، ولكنني فعلتها، غمرتني سعادة جامحة عندما أنهيت قراءة الكتاب وكانت الساعة قد شارفت بعد منتصف الليل، أخذت هاتفي المحمول واتصلت على صديقي في وقت غير متوقع وأبارك وأهنئ وطلبت منه أن يقدم استقالته من مقر عمله، تقبل التبريكات والتهاني رغم إنها معادة ولكن سؤاله: ما سبب طلب استقالتي؟. خير إن شاء الله.قلت: أخيراً وجدتها.. وجدت غاليتك رأيتها كعروس جميلة في يوم زفافها خجولة الشكل حادة الطرح، وجدتها يا صديقي وأنت لا تملك الوقت لها فأنا متأكد بأنها الفطرة، بعيداً عنها في مجال عملك تبحر أنت بالأرقام عملاً روتيني وأنت الآن تبحر بعذب الكلام رسمت الابتسامة أحياناً وكثيراً لامست جروحاً عميقة فكيف لو اهتممت بها ووضعتها بين عينيك وطورتها وجعلتها موطن القوة بك، أخيراً وجدت كنزك المفقود موهبتك يا صديقي، كم منا الآن مضى عليه دهر من الزمان وهو تائه لا إيداع يذكره ولا تخصص يشغله تجد التخصصات تملؤها الأبدان فقط وليس الحب والإخلاص لهذا المكان. هنيئاً لصديقي معرفته بمواطن إبداعه، عقبالي أنا والقراء.