تمخضت عن مجلس إدارة النادي الأدبي بجدة خلال العام الماضي لجان ثقافية في كل من خليص والقنفذة والليث لم نسمع عنها إلا بعد تأسيسها، وطلب رئيس النادي عبدالمحسن القحطانى من أعضائها الحضور لمناسبات النادي ذات الرعاية الرسمية ليصطفوا أمام الراعي كاللوحة - ديكورية فقط- ، وهو ما يخرج عن إطار الأهداف التي كونت من أجلها هذه اللجان الثقافية والتي تحمّس لها كل من سمع عن هذه الخطوة، حيث إنها الوعاء التي تشع منه الثقافة في هذه المناطق، وتزخر بأسماء أعتقد أنها لو أعطيت الفرصة لكان لحراكها صوتًا يصل إلى عمق النادي الأدبي بجدة، ولكن لابد أن هناك أسبابًا تكمن في سكون هذه اللجان الثقافية فلا تظهر إلا على الأوراق الرسمية وتسجل كنشاط ورقي للنادي، يُرفع مع تقرير للوزارة. واذا كنت سأتحدث عن واقع هذه اللجان؛ فأنني سأتحدث من واقع اطلاعي على خلفيات اللجنة الثقافية بخليص، وهي لجنة لا زالت واثبة في السكون، وإن كان لها بعض الحراك والنشاط من رئيسها وبعض منسوبيها، إلا أن الإهمال الذي أوقعهم فيه النادي الأدبي وميزانيته المحدودة والتي لا تمثل من المال إلا “فقط خمسون ألف ريال سنويًّا ومنها إيجار المقر للجنة”، وهي ميزانية لا تكفي لحفلة شاي من الحفلات التي يقيمها النادي في أورقته، فكيف بلجان ثقافية مطالبة بإيجاد تفاعل ثقافي كبير داخل مجتمعها يزيل عنه بعض التراكم الفكري الذي أوجد فيه طوال السنوات الماضية عندما كان في الساحة لا يعلو فيها إلا ذلك الصوت. هذه اللجان تحتاج إلى رؤية فكرية وثقافية واضحة المعالم من خلال وضع آليات لعملها ولا يمنع أن تصنع استراتيجيات منابرها من داخل النادي الأدبي لأجل أن تستطيع هذه اللجان أن تصنع حراكًا ثقافيًّا يتوافق على صياغة فكر وضّاء لإدخال تلك المجتمعات الطرفية لعمق الحراك الثقافي للوطن. وأعتقد أن اللجان الثقافية بهذه المحافظات في خصام مع المرأة التى كانت ولا زالت السند لهم في كل شاردة وواردة إلى ما قبل الخمسة عشر عامًا الماضية، ولكننى لم أرَ لها أي وجود في هذه اللجان؛ ولا حتى على منابرها رغم، أن هناك أسماء نسائية في هذه المحافظات تحتاج لمن يعطيها الفرصة، وهي اليوم سانحة لها بأن تتبوّأ دورها، لذا لابد من أن أعادة إستراتيجية عمل هذه اللجان الثقافية لتكون منابر فاعلة لما نطمح إليه.