أبدى رئيس تحرير (السياسة) الكويتية أحمد الجارالله، إعجابه بتماسك بيت الحكم في المملكة العربية السعودية، متمنياً أن يسود ذلك في كل دول مجلس التعاون الخليجي. وتحت عنوان (خادم الحرمين.. عضد بيت الحكم الخليجي) قال الجارالله في افتتاحية صحيفته: “نقولها بكل ما في القلوب من حبور، مرحباً بك يا خادم الحرمين الشريفين في بلدك الثاني الكويت، فأنت تحل بيننا باعثاً فيناً الفرح، في وقت تزدان به المملكة بحلة الابتهاج بعودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز سالماً معافى، الذي تابعنا بعين الرضا والإعزاز استقبالكم له، وكان إعجابنا ولا يزال بتماسك بيت الحكم في المملكة، الذي نتمنى أن يسود في كل دول مجلس (التعاون)، وإننا نتطلع إلى العاضد بينها الذي يبعد عنها كل تلك الإيديولوجيات المريضة التي تحاول اختراق صفوف شعوبها عبر من قد تضعف نفسه في بيوت الحكم، ولا سيما أنها باتت دولاً مهمة للعالم أجمع، ينظر إليها الجميع بحرص وباهتمام بالغين في هذه المرحلة، وخصوصاً أن أكثر مايهم شعوبها المزيد في استقرارها لتمضي في مسيرة من الرخاء والتقدم والازدهار. لقد أكبرنا يا خادم الحرمين تلك العواطف الجياشة التي عبرتهم عنها خير تعبير، ليس لأخيك فقط، وإنما لشعبك، وهي تجلت بوضوح كبير في استقبالكم له، ولم يكن الاحتفال بمقدمه بالورد وإطلاق المدافع فقط، إنما بإطلاق ورشة من المشاريع الخيرية التي تفيد كل مواطن سعودي، وتعبر بمنتهى الصدق عما تجود به نفسكم الكريمة من خير وعطاء، فهذا هو أنتم، بارككم الله وبارك مسيرتكم. وإذا كنا نعلم تمام العلم أنكم لا تحبون الإطراء لكن اسمحوا لنا بذلك لأن ما تفعلونه قريب من قلوبنا ومشاعرنا، بل هو يعبر عن طموحاتنا إلى شق طريق بناء دولة المؤسسات من دون أي رتوش مستوردة من خارج ثقافتنا وتقاليدنا. ونحن إذ نفعل ذلك ومن دون أن نقول كلمة إطراء واحدة فإننا نذكر ببعض المآثر التي رسختموها في الوجدان الخليجي والعربي، ومنها توجيهاتكم الإصلاحية لدفع البلاء عن المتضررين من السيول في جدة، فكانت غضبتكم غضبة الحليم، وغضبة الحليم دائماً تكون للإصلاح، لقد اثلجتم الصدور وفرجتم الكرب، ونحن سعداء لأن أحد زعماء دول المنطقة أقدم على تلك الخطوات الإصلاحية، وما فعلتموه نتمنى أن يكون مثالاً أمام ولاة أمرنا، ولئن كنا نشد الأزر في هذا المجال فإننا نتطلع إلى أن يفعلوا ما فعلت في مكافحة الفساد ومحاسبة المهملين والمتسيبين والمتقاعسين عن تأدية الدور الذي أنيط بهم، وفي المقابل إكرام المجتهد والمخلص في عمله. إننا حين نتحدث في ذلك فنحن نضع بين يديكم الكريمتين مشاعرنا، وهي والله مشاعر صادقة صافية نقية كنقاء بياض سريرتكم، وأنكم ستلمسون ذلك في زيارتكم إلى الكويت، هذا البلد الذي هامش الحرية فيه أوصل الناس إلى حد الملل. إننا إذ نكبر مرة أخرى التلاحم في بيت الحكم السعودي، فإننا نعرف تماماً أنكم لستم طلاب سلطة وإنما صناع حكم، وأنتم تكرهون المتاجرة بالسلطة والانتفاع منها لأنكم ترفعون شعار والدكم الراحل (رحمه الله) “الحكم أو المنفعة”، ونحن عهدنا بكم أن قراراتكم دائماً مفيدة للوطن وللشعب وللدول العربية والإسلامية، فأنتم دائماً في مواجهة الشدائد تتميزون ببعد النظر والحكمة في معالجة الأمور، وخير الأمثلة على ذلك معالجتكم لقضية تلك الشرذمة الحوثية التي خرجت على كل عرف ودين وتقليد، وأرادت سوءاً بالمملكة فكنتم لها بالمرصاد، وكان الله ناصركم فأنتم منصورون من العزيز الحكيم دائماً. مرة أخرى أهلاً بكم في بلدكم الثاني الكويت.