قال الضَمِير المُتَكَلِّم: أن تصبح قيمة انتقال السّيّد اللاعب السعودي (اللهم لا حَسَد) خمسة وثلاثين مليون ريال، فهذا المبلغ يمكن هضمه بِبَلْع خمسة وثلاثين مليون كأس ماء، مع أنه يساوي ثلاثة أضعاف دخل أستاذ كرسي في الجامعة من عمله طوال حياته، وذلك على اعتبار أن هذا الشخص الإنسان من فِئَة تُطارد لَسْتَكًا منفوخًا يمكن أن تجلب الفرح للوطن والمواطن (وقليلاً ما هُم). وأن تصبح قيمة السّيّدة النَّاقَة) مليون دولار، فهذا قَد يتم قبوله بشرب مليون علبة مياه غازية باعتبارها (ناقة مزيونة وحِلْوَة، فَبَرَاطِمْهَا أي: “شَفَايفْهَا” طويلة، وأُذنَاهَا قصيرة)، ولكن أن يكون ثَمن خَرْوف مِن لَحْم وصُوف مائة ألف ريال، فهذا يستحيل تصديقه؛ لولا أنه وقع في أحَد مزادات الطائف قَبل أيام كما ذكرت وسائل الإعلام، فكيف تكون قيمة هذا السّيّد الخروف الذي سوف يتم زفافه على ملكة جَمال (النِّعَاج) كما وَرَد في الخَبَر، والذي قَد تكون نهايته في (صَحَن مَنْدِي) تساوي دِيَة كائن بشري (قَتله سائق طائش عند إشارة المرور)! وسبع سنوات من تقاعد مواطن كَدّ في خدمة وطنه لمدة أربعين سنة! وعشر سنوات من راتب شاب يعمل في شركة خاصة ليل نهار! فهل أصبحت قيمة الحيوان أكثر وأكبر من بني الإنسان؟ أم أن الحيوان أكثر فائدة من الإنسان؟ أسئلة للمسؤولين في العَدْل والتقاعد والمعاشات! أخيرًا نؤمِن تمامًا بالمثل المصري القائل: (اللي عَنْده قِرْش مِحَيّره يشْتري حَمام ويطيّره)، وَقَد أصبح المثَل عِندنا: (يشتري خَروف ويجوّزه)، ولكن أين رِجال الأعمال الذين ينفقون هذه الملايين عَن خِدمة المجتمع، ومساعَدة المحتاجين؟ أين هُم من عَون ونصرة متضرري كارثة جدّة؟! (لا تقولوا: إنهم ينفقون، ولكن لا تعلم يُسْرى أحدهم ما أنفقت يُمْنَاه، فلو أخرجت الزّكَوَات فقط لم يبق عندنا فقيرٌ واحِد!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]