لكل هذا لم يغب سموه عن وجدان الوطن. ومن أجل هذا ابتهج الوطن من جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه بعودة سلطان الخير وسلطان الابتسامة وسلطان القلوب. فهنيئاً للوطن بسلطان وهنيئاً لسلطان بهذا الحب الكبير . منذ أن غادر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله في رحلته العلاجية والوطن بجهاته الأربع يرقب عودته سالماً معافى. وهنا لابد أن يتساءل المرء ما الذي جعل سلطان يحوز قلوب الجميع دون استثناء حتى أستحق دون مبالغة لقب «سلطان القلوب»؟ إن من الأسباب الهامة خدمته حفظه الله لوطنه من خلال التنقل في عدة مواقع أكسبته ثقة الناس وبينت وبجلاء اهتمامه بالوطن والمواطن. ففي عام 1362ه تم تعيينه حفظه الله رئيساً للحرس الملكي السعودي. حيث استمر في هذا العمل حتى عام 1366ه حيث عين أميراً لمنطقة الرياض. وقد تشرفت أمارة الرياض به من عام 1366ه حتى عام 1373ه حيث عين وزيراً للزراعة والمياه. وقد مكث سموه في هذا المنصب حتى عام 1375ه. حيث عين في هذا العام وزيراً للمواصلات حتى عام 1380ه، وهو العام الذي أصبح سموه فيه وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام منذ عام 1382ه، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء 1402ه، ثم أضيفت إلى مهامه ولاية العهد ونيابة رئاسة مجلس الوزراء حتى الآن. ولقد نجح سموه في قيادة رجال القوات المسلحة في الدفاع عن الوطن في أكثر من تهديد. لعل أشهرها الغزو العراقي الغاشم للكويت. وآخرها التسلل الحوثي الغبي إلى أراضي المملكة والتي مازالت قوات أمننا الباسلة تتصدى له وتضرب بيد من حديد على أيدي العابثين. ومع تميز السلطان في الجوانب القيادية والإدارية والعسكرية.. ونجاحه في الدفاع عن وطنه ومواطنيه إلا أن أسباب حب الناس له لا تقتصر على هذا. فالناس يحبون من يلتمس مشاكلهم ويعمل على حلها ولا يتوانى في تقديم يد العون لهم. وفي هذا الصدد لا أبالغ إذا قلت انه لا يوجد من ينافس سلطان الخير في هذا الصدد. فمسمى «سلطان الخير» لم يأت من فراغ. فكم من الأوامر المباركة التي وقعتها يمينه المباركة بخصوص علاج الكثيرين على نفقة سموه الخاصة. وكم من الرقاب التي أغراها الشيطان فوقعت بين سيف العدل الصارم وبين رغبة غريم في القصاص فجاءت مساعي سلطان الخير بالجاه والمال فأنقذتها. كما رعى سموه الكريم الكثير من الجمعيات الخيرية والجمعيات الطبية وساهم في بناء الكثير من المعاهد والجامعات. بل لم يقتصر عمل الخير عنده على الإنسان بل كان للبيئة والحيوان نصيب من ذلك. حيث نعلم إسهامات سموه في الحفاظ على سلامة البيئة الطبيعية، والحياة الفطرية، والتراث الطبيعي في المملكة العربية السعودية. من هنا منح سموه الكريم عام 2002م جائزة مركز التعاون الأوروبي العربي في ألمانيا الاتحادية باعتباره رئيس اللجنة الوزارية للبيئة ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في المملكة العربية السعودية. نعم انه عمل الخير الذي جبل عليه سمو الأمير سلطان. إن الخيرية في شخصية الأمير سلطان أمر لا يرقى إليه الشك ويكفينا في هذا الصدد شهادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض. فهي شهادة العارف بهذه الشخصية السلطانية الخيرية عن كثب. يقول أبو فهد حفظه الله أن الأمير سلطان مؤسسة خيرية قائمة بذاتها منذ أن عرفه. فهو من أصحاب الخير الساعين إلى الخير وأينما حل في مكان نبتت فيه أزهار الخير. كما أن للكثير من مزايا سلطان الخير على الجانب الشخصي دوراً كبيراً في تسيده قلوب الناس. ويأتي على رأس هذه المميزات ابتسامته الصادقة النابعة من القلب دونما تصنع. ومن مميزات سموه الكريم حديثه الذي لايمل. فعندما يتحدث سلطان الخير يأسر القلوب. أليس من البيان لسحرا! كما أنه مستمع جيد كما يروي الكثير ممن احتكوا معه احتكاكا مباشرا. لكل هذا لم يغب سموه عن وجدان الوطن. ومن أجل هذا ابتهج الوطن من جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه بعودة سلطان الخير وسلطان الابتسامة وسلطان القلوب. فهنيئاً للوطن بسلطان وهنيئاً لسلطان بهذا الحب الكبير .