العجيب أن هذه التنظيرات المريضة كشفت سوء الإدارة في تنفيذ مخططات جدة العشوائية وأن هناك خللا واضحا . لازلنا نعيش آلم المنكوبين في كارثة جدة وحزن أهالي المفقودين , ورغم ما نشاهده على شاشات التلفاز وصفحات الصحف من قصص واقعية لكثير ممن قضوا تحت انقاض السيول , ورغم المصاب الجلل للفتاة أصيلة والتي فقدت أسرتها رحمهم الله شاهدنا الصدمة والذهول على وجهها في ذلك التقرير الذي أعده الأخ محمد عابد , في الإخبارية التي نقلت الوقائع بكل شفافية ووضوح ورغم ما أصاب العروس الفاتنة والتي اصبحت تحت الأنقاض وقد أصابنا الخوف من تلك الفاجعه وأصبح السيل في كل مكان لغياب الضمير , هذه الكارثة التي فتحت سجلات المحاسبة ممن استباح الأمانة .الا يكفي الفساد خلال ثلاثين عاماً والتجاوزات والإهمال واللامبالاة تحت سقف – عمى العين والاذن , وبدلاً من أن نحس بالآلام والهموم ونتعايش معها ونسعى وفق منهج هذه الدولة التي استهل النهج فيها ملك العدل – عندما قال – «أعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً , وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة» . وبدلاً من دفع من يتربصون بمنجزاتنا ويشوهون الحقائق بالإعلام المسموم , ونكون بالمرصاد للحاقدين والمأجورين , تبدأ التنظيرات والطرح الممل الممقوت بعد صدور الأمر الملكي التاريخي من عبدالله بن عبد العزيز ملك العدل لمحاسبة المتسببين في كارثة جدة وزهق الأرواح على ترابها , والعجيب أن هذه التنظيرات المريضة كشفت سوء الإدارة في تنفيذ مخططات جدة العشوائية وأن هناك خللا واضحا , الادهى أن من قاموا بالتنظير على صفحات الصحف وهم الآن خارج المسؤولية القوا بكامل الكارثة على أكتاف هزيله وكأنهم لايعرفون انه كلما داوينا جرحاً سال الجرح الآخر , أين كنتم وأنتم في موقع المسؤولية وتجلسون على الكراسي الفارهه فالصراحة والمكاشفة رائعة حتى لوكانت موجعه , اصبحنا لانثق لالشئ فقط لان التنظير أصبح مكشوفاً وأظهر الوجه الآخر للهروب من المسؤولية ومن تلك الصورة التي يندى لها الجبين , كلاً يرجع كارثة السيول إلى عدم استكمال المشاريع , ورفض وزارة المالية إعتماد المبالغ , أما بحيرة المسك والسد الاحترازي ولاندري كيف بنى هذا السد وهل هذه البحيرة آمنه ومامدى خطورتها من حيث أمكانية تدفق المياه منها إذا هطلت أمطار , الشاهد كما يقال عادة – اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتصحيح الأوضاع كلمات لاتغني ولاتسمن من جوع , وأخيراً اللجنة شكلت من انسان هذا العهد الزاهر من ملك الإنسانية فلابد أن ينتهي التنظير لان النتائج ستعلن وبكل شفافية وسيتم الحزم بشدة مع المتهاونين والمتسببين في زهق هذه الأرواح. فهذه اللجنة برئاسه سمو الأمير المبدع خالد الفيصل سوف تقوم باجتثاث هذا الفساد من موطن اصله، فالخبيث ينتشر بكل صمت حتى يصل إلى الأعضاء والعلاج الاجتثاث.