أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن أمر خادم الحرمين الشريفين حول كارثة محافظة جدة ترسيخ للشرع وتطبيق النظام وقطع دابر الفساد من المملكة وتأكيد عزمه على المحاسبة بكل حزم دون أن تأخذه في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة والمسؤولية الملقاة عليه، والثقة المناطة به، وعلى عزمه على محاربة وإنهاء ظاهرة الفساد في المملكة من خلال إقرار إستراتيجية بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه. قال السديس فى تصريح «للمدينة» إن صدور الأمر الملكي الكريم، بتكوين لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة تقوم حالاً بمباشرة المهمات والمسؤوليات للتحقيق وتقصي الحقائق في أسباب فاجعة سيول جدة، وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص ذي علاقة بها وحصر شهداء الغرق والمصابين والخسائر في الممتلكات، وتعويض المتضررين في ممتلكاتهم وفقًا لما تنتهي إليه اللجنة، وصرف مبلغ مليون ريال لذوي كل شهيد غرق، وطلب ولي الأمر -وفقه الله- محاسبة المقصرين من جهات وأفراد في سيول جدة، وتكوين هذه اللجنة بأمر ملكي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، عزمه على ترسيخ الشرع وتطبيق النظام وقطع دابر الفساد من المملكة، وتأكيده حفظه الله عزمه على المحاسبة بكل حزم دون أن تأخذ في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة والمسؤولية الملقاة عليه، والثقة المناطة به، وتأكيده -حفظه الله- على عزمه على محاربة وإنهاء ظاهرة الفساد في المملكة من خلال إقرار إستراتيجية بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه، وهو ما سيبدأ تنفيذه فعلاً بناءً على أمره -حفظه الله- مقترحًا وجود لجنة عليا للقضايا الكبرى في المنطقة، ووجود إدارة عليا للأزمات والكوارث، ترتبط بالمقام السامي مباشرة. وأكد فضيلته: أن صدور قرار خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتحديد المسؤولية واستدعاء كائنًا من كان لمحاسبته فهذا القرار تأريخي في حياة الإدارة السعودية، وهو امتداد لعهد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، وهو بشارة بعهد جديد زاهر يبني الوطن ويخلصه من صُنَّاع مشاريع الوهم.. وهذا القرار يوجه رسائل بليغة وأنه لا مزايدة في حق الوطن والمواطن، ولا أحد فوق النظام والمساءلة فالجميع محاسب ومسؤول: وأرواح الناس ليست سلعة رخيصة تُباع وتهدر على محسوبيات أو مصالح أو تصرفات عشوائية، وأرواح الناس وممتلكاتهم غالية، وكل مسؤول عليه أن يتحمل تبعات خططه وقراراته. قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". وقال فضيلته: إن قراءة متأنية لمضامين الأمر الملكي الكريم تبين بجلاء أنه جاء حاسمًا وواضحًا ومعالجًا لكل التداعيات.