أكد مبدعون ومثقفون سعوديون وعرب أن مؤسسة الفكر العربي تمثل قاطرة ثقافية متميزة قادرة على دفع مسيرة التنمية الثقافية العربية ورفع الوعي الشامل لدى المواطن العربي بشكل عام، وقالوا ل «المدينة» إن طرح المؤسسة في مؤتمرها لهذا العام قضايا الاقتصاد العربي يؤكد أن العلاج والدفع الحقيقي لعجلة الثقافة العربية يبدأ بوجود اقتصاديات عربية قوية، وأشاروا إلى إصرار المؤسسة على مشاركة الشباب العربي في صنع قراراتها الثقافية مما يجسّد رغبتها الحقيقية في تنمية الشارع العربي ثقافياً. الدور المطلوب الإعلامي الدكتور هاشم عبده هاشم قال: المطروح الآن على طاولة البحث في الكويت هو الدور المطلوب أساساً وهو دمج المجتمعات والشعوب في القضايا الاقتصادية ولا بد أن نبحث كيف ندمج الشعوب والمجتمع الإنساني في التفكير في قضاياها الملحة وبلا شك أنه نمط جديد من التفكير تتولاه هذه المؤسسة كمنتج خلاق وله كبير الأثر إن شاء الله، وأكد أن إضافة جوائز جديدة في مجالات أخرى مسألة متروكة لطبيعة القضايا المثارة أساساً، والمسألة ليست مسألة تعدد جوائز، فالجائزة مظهر من مظاهر التقدير، والمهم تركيز البحث العلمي على قضايا جوهرية لها علاقة بحياة الشعوب وتنمية الأوطان. القضية الفلسطينية مدير عام إذاعة جدة د. عبدالله الشايع قال: لا يوجد شيء في الحياة إلا والفكر محور أساسي فيه، وبالتالي أي شأن من شؤون الحياة سواء كانت حياة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية إلا والفكر هو الأساس والمحرك. فالفكر مظلة كبيرة يدخل تحتها كل شيء في حياة الإنسان والمخلوقات بشكل عام، والحياة في تجدد مستمر، فيوجد بها مشاكل تحتاج إلى حلول وهذا ما يسمى بمستجدات العصر، لذلك هناك العديد من المشاكل التي يجب أن تحل وتناقش، وأتمنى أن يكون للقضية الفلسطينية نصيب من الاهتمام، وأن يهتم مفكرو العرب بالقضية الفلسطينية بشكل مركز. سوق عربية ويوضح الروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد أن من أهم الإشكاليات التي طرحتها المؤسسة خلال مؤتمر بيروت الأخير الخاص بقضية النشر هي إشكالية وجود سوق عربية مشتركة للكتاب، وهي أطروحة مهمة يجب تفعيلها، فالعالم العربي بالفعل بحاجة ماسة لسوق عربية مشتركة للكتاب، وإذا لم نكن كعرب قادرين على إنشاء سوق عربية مشتركة، فليكن لدينا وحدة ثقافية قادرة على تفعيل الوعي الثقافي العربي بشكل جيد. لا نغفل المؤسسات ويقول د. عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي بجدة: عندما نقول مؤسسة الفكر فهو اسم يتلفت لكل قضايا الأمة سواء اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو ما شابه ذلك، فتبني المؤسسة في الفترات السابقة لمسألة التعليم ومسألة الحوار، هي بالتأكيد قضايا تهم الأمة.. وكون المؤسسة تبحث عن الاقتصاد فهي تبحث عن الاقتصاد كحركة فكرية وتناقش تأثير الاقتصاد على الأمة فكرياً، فالاقتصاد لبنة أساسية في تغيير الكثير من الأنماط الموجودة عندنا، وأشار إلى أنه لا ضير أن تتجه الجوائز إلى مستحقيها ولكن لا نغفل المؤسسات لأن المؤسسات تمشي بصمت وتعمل بهدوء ولكنها تغيّر في تفكير الأمة، وأنا سعيد لأن أكثر الجوائز قد اتجهت لمؤسسات. تثبيت واقعنا رجل الأعمال سيف الله شربتلي قال: من الضروري تحقيق التكامل بين مختلف قطاعات المجتمع العربي فيما يتعلق بالإقتصاد، دون أن نترك عقلنا الباطن يتحكم فينا، حتى ننجح في صياغة رؤى ونظريات تعبّر عن واقعنا للحياة والمستقبل الذي نتمناه، ونحن كمجتمع عربي نحتاج إلى تطوير اقتصادي، موضحا أنه من المهم تناول حركة التطور الاقتصادي في الدول العربية بجانب التنمية الاقتصادية كتنمية فكرية، على اعتبار أن الاقتصاد هو اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات، والذي يعد جزءا أصيلا ومكملا لحركة التنمية الاقتصادية، بمعنى زيادة المعدل الاقتصادي المتطور. وأكد أنه من المهم العمل على «تثبيت واقعنا» الاقتصادي، بمعنى الحفاظ على هويتنا العربية، حتى لا نبقي تائهين ، ولن يمكننا تغيير واقعنا الاقتصادي، ما لم نصل إلى المزايا النسبية الحقيقية التي نتمتع بها، ونعمل على تطوير واقعنا وفق هذه المزايا. البنية التحتية ويقول د. محمد الصفراني: لا شك أن مؤسسة الفكر تلبي الاحتياجات الثقافية من ناحية قياس نسبة القراءة والقراء وإنتاج الكتب وتوزيعها، ولكن هناك بعض المواضيع المهمة التي لم تناقشها المؤسسة، كإنشاء البنية التحتية للثقافة، فكما أن المدن لها بنى تحتية، فإن الثقافة لها بنى تحتية تتمثل في عدة أمور أهمها المناطق ودُور العرض السينمائي والمسرح والمكتبات العامة، فهذه البنى التحتية يجب أن تكون متوافرة في جميع المدن، بالإضافة إلى جانب البنية التحتية هناك أيضاً مؤسسات ثقافية كثيرة لا تناقش مؤسسة الفكر العربي أو غيرها من المؤسسات سواء قضاياها أو من حيث المبدأ كالهيئة العامة السعودية للكتاب واتحاد الكتاب والأدباء السعوديين، وللأسف أن العالم العربي متأخر بشكل كبير في مثل هذه المسائل فهناك فراغ كبير في المشهد الثقافي من حيث البنى التحتية للثقافة. مشروع الترجمة ويصف الروائي المصري د. علاء الأسواني مؤسسة الفكر بأنها قامة ثقافية عربية متميزة تتطور بشكل ذاتي لدفع ميسرة التنمية العربية عامة والتنمية الثقافية بشكل خاص، وقال إن جوائز المؤسسة تصب في خانة رفع المستوى الثقافي العربي بشكل عام، مطالباً بضرورة عولمة جوائز المؤسسة خاصة في حقل الترجمة، فالمؤسسة تتبنى مشروع عالمي للترجمة من وإلى اللغة العربية ونريد أن يُتوج هذا الجهد بجائزة عالمية للترجمة تشحذ همم المهتمين بالثقافة العربية.