غمرت مدينة جدة الأحزان، وتفرّد (المتنبي) بتخليد بيته الشهير الذي حاول إصلاحيو الفكر! إزالته من قواميس العيد، فلم يفلحوا! والذي يقول فيه: عيد بأية حال عدت يا عيد؟! لقد سمع الناس خطابًا ملكيًّا حاسمًا وشفافًا إلى أبعد درجة حيال الكارثة، أو الفاجعة التي حدثت في جدة. ولا شك أن هناك أسبابًا مادية، وأخرى دينية. فيما يتعلّق بالمادة، فهناك سوء التخطيط، وسوء الإدارة، والجشع، والأنانية، والكسل ... . وفيما يتعلّق بالدّين، فلا شك أن المعاصي تزيل النعم! وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يصرف الأمطار ويقول: (حوالينا ولا علينا)، وإذا تحرّك الهواء بسرعة تغيّر وجهه. وكان عمر -رضي الله عنه- يقول لأهل المدينة عندما حل البلاء والزلزال: “والله لا أساكنكم فيها أبدًا”! وأنا لست مع أصحاب النظرات السوداء، والذين يتفشون بالمواعظ الباردة، ولكني أدعو للمراجعة لكل الأسباب والمسببات. وأتساءل بعيدًا عن لغة الإعلام والمحاسبة الملكية، لأقول: أليس هناك سيول معاصٍ تتدفق من بعضنا؟ أليس هناك فساد تم التمادي فيه من قبلنا؟ أليس هناك تساهل وتباطؤ في حركة الدعوة إلى الله، والإضرار بالناس على مستوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ مَن يا ترى يوقف هذه السيول على مستوى حياتنا الشخصية، وعلى مستوى حياتنا الدعوية والإرشادية؟ نحتاج إلى يقظة ووقفة صادقة، وصدق الله إذ يقول: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون). إنني لن أقول: الناس.. الناس.. و لكن سأقول اليوم: نفسي.. نفسي! [email protected]