انطوت زيارة خادم الحرمين الشريفين التفقدية التي قام بها بعد ظهر أمس للمواقع الأمامية للقوات المسلحة المرابطة على حدود المملكة في المنطقة الجنوبية على أهمية بالغة لجهة توقيتها في أعقاب صدور الأوامر الملكية السامية الخاصة بتداعيات سيول جدة، والتي انحازت فيها القيادة بشكل كبير نحو مصلحة الوطن والمواطن، كما أنها جاءت في أعقاب واحد من أنجح مواسم الحج التي شهدتها بلادنا خلال السنوات الأخيرة. وإذا أضفنا إلى ذلك ما تمثله الزيارة من معانٍ ودلالات باعتبارها زيارة معايدة من القائد الأعلى للقوات المسلحة لأبنائه الجنود المرابطين على خطوط المواجهة مع أعداء الوطن من المتسللين الذين تجرأوا على حرمة بلادنا العزيزة ليتلقوا الدرس قاسيًا على يد أبطالنا الأشاوس الذين وضعوا على عاتقهم حماية تراب الوطن وأمن المواطن بكل ما يملكونه من جهد وإرادة وتفانٍ في أداء هذه المهمة الشريفة التي أثبتوا أنهم أهل لها. لقاء المليك المفدى بهؤلاء الصفوة من جنودنا الأبطال وهم يؤدون واجبهم المقدس في الدفاع عن الوطن يعتبر تشجيعاً وتقديراً لهم على هذا العطاء الذي لا يضاهيه عطاء لأنه عطاء يصل إلى حد بذل الدم والروح فداءً للوطن وصونًا لترابه المقدس وأرضه الغالية، كما أن الأمر السامي ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية للنازحين يثبت أن العطاء الجميل هو سمة مشتركة لقيادة ملهمة وشعب وفي. سعادة المليك الغامرة التي عبر عنها وهو بين أفراد القوات المسلحة تثبت مرة أخرى أن العلاقة بين القيادة والمواطن في هذا البلد الأمين، ليست مجرد علاقة بين ملك وشعبه، إنما هي علاقة بين أب وأبنائه في إطار من روابط المحبة والألفة والرحمة التي لا انفصام لها. التحية التي بثها خادم الحرمين الشريفين لجنوده الأشاوس بقوله لهم «إنهم أثبتوا أنهم درع الوطن بعد الله»، تؤكد على مدى الثقة الغالية التي يوليها قائد مسيرتنا المباركة لأبنائه البررة وهم يؤدون مهمتهم الشريفة في الذود عن حياض الوطن ضد كل من تسوله نفسه العبث بأمنه أو تعكير أجواء استقراره، لأن هذه القيادة الأمينة المخلصة وجنودها الشجعان قادرون بعون الله وتوفيقه على حماية أرضنا وشعبنا من كل فاسد وإرهابي أجير.