دعا الرئيس الشيشاني رمضان قادروف رجال الدين في الشيشان، إلى القيام بأعمال حازمة للوقوف بوجه ما أسماه بالمذهب الوهابي، وأنه يجب أن يكون لديهم برنامج فكري موحد، للعمل ضد مظاهر النزعة الوهابية -على حد قوله-. وقال الرئيس الشيشاني في لقائه مع الأئمة في مقر مجلس المفتين في الجمهورية، إن هدفنا القضاء على النزعة الوهابية، والإجرام في جمهوريتنا. لقد بزغ نجم الشاب رمضان قادروف منذ أن نصَّبت الحكومة الروسية والده رجلها القوي في الشيشان مفتي الجمهورية أحمد قادروف رئيسًا للشيشان في أكتوبر 2003، حيث تولّى قادروف الابن رئاسة أجهزة الأمن والاستخبارات، واستحدث وسائل وحشية للتعذيب والإعدام، وأسرف في قتل المعارضين بالشبهة، واشتهر بممارسة كل ذلك بيديه، وحين تم اغتيال والده الرئيس في 9 مايو 2004، لم يكن قادروف الابن قد أكمل الثلاثين، فعيّنت موسكو أحد رجالها علي الخانوف رئيسًا، واستمر قادروف مسؤولاً عن أجهزة الأمن والاستخبارات، وكان هو الحاكم الفعلي للشيشان، حتى إذا أكمل الثلاثين من عمره، تم تنصيبه رئيسًا للبلاد في مارس 2007، تقديرًا من موسكو لخدماته الوحشية، وقبضته الحديدية على شؤون الدولة. * * * قد لا يتذكّر الكثير من القرّاء حادث اغتيال الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان يندرباييف في قطر في مطلع عام 2004، وذلك بتفجير سيارته بعد أدائه لصلاة الجمعة، وقد أدانت محكمة قطرية جاسوسين روسيين في حادث الاغتيال، وحكمت عليهما بالسجن مدى الحياة، كما أكدت أن القيادة الروسية تقف وراء الاغتيال. وفي مطلع هذا العام تم اغتيال قائد شيشاني بارز في دبي هو سليمان عمادييف، وأحد الخصوم المعروفين للرئيس الشيشاني الحالي رمضان قادروف، واتهمت دبي رسميًّا بالاغتيال رئيس وزراء الشيشان السابق آدم ديليمخانوف المعروف بالسفاح، باعتباره الرأس المدبر للجريمة، وهو الساعد الأيمن للرئيس الشيشاني رمضان قادروف، الذي دافع عنه وقال إنه شقيقه، وصديقه، وساعده الأيمن، وأكد خصومته مع القائد القتيل، وقال إنه كان يتمنّى القبض عليه حيًّا لينتقم منه بنفسه. في العاصمة الشيشانية جروزني، تم اختطاف الصحفيّة المشهورة وناشطة حقوق الإنسان ناتاليا استيميروفا من أمام منزلها، ثم أطلق عليها النار، وقذفت جثتها في الطريق، وعلى نفس المنوال تم اختطاف وتصفية العشرات من المعارضين الشيشانيين بعد تعرضهم لتعذيب رهيب. * * * مثل هذا السجل الحافل من الوحشية والقتل والتعذيب، التي لم توفر حتى النساء والأطفال والشيوخ، لا تجعل الرئيس الشاب مؤهلاً لإصدار أحكام التجريم على الناس، ولا تؤهله لأن يصبح واعظًا في شؤون الفكر الديني، ومن ثم فإن عليه أن يعالج عواقب بطشه وجبروته، فذلك هو الداء.