إستراتيجية المملكة هذا الحج ، وكما هو في كل حج ، تنص على تسخير كافة إمكاناتها لخدمة ضيوف بيت الله الحرام والعمل على تسهيل أدائهم المناسك بكل يسر وسهولة بدون تمييز لأي جهة ، وتقديم الخدمات الراقية المميزة لضيوف الرحمن التي تعمل على تطويرها بشكل متواصل مع اتخاذ كافة الإجراءات والاحترازات الصحية التي تكفل توفير الظروف الصحية والخدمات الطبية على أنواعها مما يحتاجه الحجاج في تنقلهم بين المشاعر المقدسة ، وتوخي كل ما من شأنه الحفاظ على صحتهم وسلامتهم سواءً من قبل الجهات الحكومية أو من قبل المؤسسات المعنية بالحج ، وعدم السماح لأي كان بالإساءة للحج أو لأي حاج أيا كانت جنسيته ، وهو ما دأبت عليه المملكة وظلت تحرص عليه منذ أن شرفها الله بهذه المسؤولية العظيمة والمهمة النبيلة والرسالة السامية. حرص المملكة ملكًا وحكومة وشعبًا على سلامة الحجيج وعدم السماح لأي أحد أيا كان بإحداث بلبلة أو الإساءة للحج والعبث بأمن الحجاج ينبع أساسًا من فهمها الصحيح لمعنى هذه الفريضة التي تشكل الركن الخامس للإسلام الذي اعتنى بسلامة الأنفس والأبدان والأموال والبيئة والأفكار ، وهو ما يؤمن الحج من المخاطر والمؤثرات ويهيئ الأجواء الروحانية وأجواء الأمن والطمأنينة في الرحاب المقدسة أثناء ممارسة الحجاج لمناسكهم وحتى يعودوا إلى أوطانهم قريري العين مجبوري الخاطر تحفّهم العناية الإلهية وقد منّ الله عليهم بنعمة الحج المبرور. هذه الإستراتيجية التي تحدث سمو النائب الثاني وزير الداخلية خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده في مكةالمكرمة أمس الأول عنها بشكل ضافٍ تشكل أحد الثوابت السعودية لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – من أهمية قصوى لأمن الحج وحرصها الشديد على سلامة الحجيج الذي تعتبره أمانة لا تقبل التقاعس أو التفريط ، وهو ما يتمثل في التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الداخلية لحفظ أمن الحج والحيلولة دون وصول أي متسلل إلى المشاعر المقدسة لأن حدود الوطن تحرسها سواعد فتية وعيون ساهرة ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه نذروا أنفسهم وأرواحهم في الدفاع عن أمن وطن عزيز هو قبلة المسلمين ومحجهم ومعتمرهم وقرة أعينهم ومهوى أفئدتهم.