على مدى ثلاثة أيام في نهاية الأسبوع المنصرم اجتمعت بمدينة جدة قيادات جامعة أم القرى في ورشة العمل الثانية لمناقشة الخطة الإستراتيجية للجامعة ، برعاية من رجل المرحلة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور وليد أبو الفرج ، أشرف على هذه الورشة مكتب الريادة للتطوير بقيادة المخطط الإستراتيجي الأستاذ الدكتور: عصام الفيلالي. أكثر من خمسين شخصية قيادية وأكاديمية بالجامعة عقدت أربع جلسات مطولة ناقشت فيها عناصر الخطة التطويرية للجامعة التي تضمنت الرؤية المستقبلية للجامعة : القيم الأساسية ، والرسالة ، والهدف البعيد 1445ه ، والرؤية ، والمستقبل المنشود الذي تضمن التحديات المطلوب التعامل معها ، والقضايا الإستراتيجية ، والهدف العام حتى نهاية عام 1433ه. ثم الخطة التنفيذية التي ضمت أولويات التطوير ، والبرامج والإجراءات ، ومؤشرات الأداء ومسئولية التنفيذ ، ومدة التنفيذ ، ليتم بعد ذلك تنفيذ الخطة ، ومتابعتها ، وتقويمها. لقد كشفت هذه الإستراتيجية عن قرار إستراتيجي لقيادة الجامعة مفاده أن الزمن هو زمن ثقافة المؤسسة ، وعصر التخطيط ، فالقيادة التي تؤسس لثقافة الفرد لن تكون قادرة على مجاراة حركة العصر ، والتي تفشل في التخطيط فإنها تخطط للفشل. إن العمل الناجح هو قدرة وإرادة ، والجامعة بحمد الله فيها أكثر من 1600 شخصية أكاديمية ، وهي قادرة على تحقيق المعجزات ، ولديها بقيادة معالي مدير الجامعة إرادة لتحقيق الجودة الشاملة والحصول على الاعتماد الأكاديمي. كانت الورشة معملا لقدح الأفكار الخلاقة ، حيث اجتمع فيها أكثر من خمسين شخصية أكاديمية على مدى ثلاثة أيام تملك خبرات وقدرات علمية متميزة في جميع المجالات ، ومدعومة بإرادة صلبة ، وبإشراف بيت خبرة استشاري في مجال التخطيط الإستراتيجي ؛ ليصنعوا مستقبل جامعة أم القرى التي تملك مزية تنافسية فريدة تستحق أن تكون فرصة سانحة لإثبات التميز. كانت ساعات عصيبة تحاورت فيها هذه العقول حول قضايا المستقبل ، وخرجت بنتائج غاية في الأهمية ، فقط تحتاج إلى تطبيق على أرض الواقع يثبت للجميع أن القدرة والإرادة حين تجتمع فإنها تصنع المستحيل. إن الرؤية المستقبلية لخادم الحرمين الشريفين ركزت على صناعة المعرفة ، وخلق بيئة علمية جاذبة قادرة على التنافس وتحقيق الإبداع ، ويجب على المسئولين في وزارة التعليم العالي استثمار هذه الرؤية وتحويلها إلى برامج عمل تستثمر في بناء موارد بشرية مزودة بمعارف العصر ، لتكون في المستقبل نبع الوطن الذي لا ينضب. لقد كان العمل متواصلا لساعات طويلة بلا كلل ولا ملل ، وستكون الثمرة بمقدار هذه الجهود العظيمة ، فالزمن زمن الجودة ، ولا مكان في عصرنا لأنصاف الجهود ولا لأنصاف المواقف ، ولا لأنصاف المتعلمين . استشعار هذه المهمة النبيلة ، والتضحية من أجل بلوغها ، سيمكن لنا في هذه الجامعة أن نكون بمستوى التحدي ، في وطن نستحق أن نضحي من أجله ، وفي جامعة تقع في قلب القبلة.