يمثّل المعهد الملكي للفنون التقليدية أحد مبادرات برنامج جودة الحياة وأحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030، كما يجسّد مبادرات وزارة الثقافة الرامية إلى تطوير القطاع الثقافي المحلي وتنميته بالتعليم والمعرفة، حيث يعمل المعهد كغيره من المعاهد الثقافية التي أنشأتها الوارزة لتوفير برامج تعليمية متقدّمة للمواهب والكفاءات السعودية المتخصّصة، في قالب أكاديمي يضمن استدامة نشاط الفنون التقليدية في المملكة، ويُسهم في نموها وازدهارها. وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، يعمل المعهد الملكي للفنون التقليدية، والذي أُعلن عن تأسيسه في 2021، على تمثيل ثقافة المملكة العربية السعودية من خلال سرد التاريخ الفني وقصص الأعمال الفنية التقليدية، ورواية قصص الفنانين، إضافة إلى المحافظة على أصالة تلك الفنون وتشجيع المهتمين بها على تعلمها وإتقانها وتطويرها. وتعد الفنون التقليدية جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المملكة التي تجلّت في الخط والتطريز وفن النسيج وصناعة المجوهرات وغيرها من الفنون، وتشكل الفنون البصرية جزءاً حيوياً من تراثنا. ولا تقتصر على الفنون البصرية بل إن تراث المملكة العربية السعودية غني بمختلف صور الفنون التقليدية، كالفنون التقليدية الأدائية أو غير ذلك مثل الرقص والموسيقى ذات الطابع المتميّز لمختلف مناطق المملكة. وكان وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، قد اعتمد خطة انطلاقة معهد الفنون التقليدية في المجمع الملكي للفنون، في الرياض يوم 22 أكتوبر 2019. والمعهد ضمن مبادرة أكاديميات الفنون التي أعلن عنها ضمن الحزمة الأولى من مبادرة وزارة الثقافة في مارس 2019 ومبادرات برنامج جودة الحياة، وكان وزير الثقافة قد أعلن عن البدء بدراسة الأكاديميات حسب حاجة السوق وذلك في أغسطس 2019، بحيث تكون الأولى متخصّصة في التراث والفنون التقليدية والحِرف. وتتوزع تخصّصات المعهد بين دراسات الفنون البصرية التقليدية من فنون المنسوجات والأزياء، وفنون الخامات، وفنون البناء، وفن الكتاب، ودراسات الفنون الأدائية التقليدية، والموسيقى التقليدية، إضافة إلى دراسات المتاحف والتراث والتحف. رسالة المعهد ورؤيته: تتمثل رسالة المعهد في «تقديم بيئة إبداعية لتطوير القدرات الوطنية في مجال الفنون التقليدية السعودية من خلال برامج تعليمية وثقافية ومجتمعية». أما الرؤية العامة فهي: «إثراء وريادة الفنون التقليدية السعودية محلياً وعالمياً». الخطط والمسارات والدورات يتماشى المعهد الملكي للفنون التقليدية مع رؤية المملكة 2030 لخلق مجتمع حيوي يتميّز بأصوله القوية، وأسسه المتينة التي تعزّز الحس الوطني. ويعمل المعهد وفق استراتيجية مداها 10 سنوات ليكون وجهةً للفنون التقليدية من خلال طرح دورات أكاديمية وتدريبية، وإطلاق حملات توعوية، وإجراء بحوث وبرامج تبادل دولي؛ بهدف توفير منصة للفنانين لتحقيق طموحاتهم، ولتمثيل هوية المملكة العربية السعودية وإبراز تراثها. ويوفر المعهد الملكي للفنون التقليدية العديد من الفرص للانضمام والتعلم والانغماس في فنون المملكة التقليدية عبر سلسلة من الدورات المتنوعة التي تُلائم جميع شرائح المجتمع بمختلف اهتماماتهم. وبدأ المعهد بإطلاق حزمته الأولى لعدد من الدورات التدريبية في الربع الثالث من العام الجاري 2021م، ويقدم برامجه التعليمية عبر 3 مسارات هي: (برامج التلمذة، والبرامج الأكاديمية، والدورات القصيرة). وتشمل الدورات المجالات التالية: الفنون التقليدية بالخوص، النسيج التقليدي (السدو)، الفنون التقليدية بالفخار، التطريز اليدوي التقليدي، مقدمة عن اليونسكو، وحصر التراث الثقافي غير المادي، وسيطرح المعهد عدداً من الدورات القصيرة خلال العامين 2021 و2022م تتضمّن: الخط الديواني، التجليد التقليدي للكتاب، التطريز اليدوي التقليدي، الأزياء التقليدية (المقطع النجدي)، النسيج التقليدي (السدو)، المجوهرات التقليدية، الفنون التقليدية بالفخار، فنون الأبواب الخشبية التقليدية، الفنون التقليدية بالمعادن، الفنون التقليدية بالأحجار، الفنون التقليدية بالخوص، القط العسيري، وتقنيات البناء التقليدي.