يقول أرسطو: «تحدث حتى أراك» فأثناء الحديث تسقط الأقنعة، وتزول الحقائق، ويظهر المستور خاصة في سقطات اللسان، فهي تظهر ما يفكر به الإنسان، وما يعتقد من غير أن يدري، وأن اعتذر من هذه الكلمة التي زحلقت من لسانه تقبل العذر، وتيقن بأنها الحقيقة التي كانت في ثنايا العقل. فإذا تقدم شخصًا ما للزواج من ابنتك أو أختك فاسمح لهذا الشخص أن يتحدث مثلما يحلو له، واجعله يشعر بالارتياح، وكن ذكيًا فطنًا، واجعل الأسئلة الصادرة منك كموضوع نقاش يطرح وليس استجوابًا منك له. وكن يقظًا للألفاظ والعبارات المستخدمة فمن بين الحروف يظهر مكنون الانسان، فاللسان مغرفة القلب. وراقب أثناء الحديث كيف يتصرف مع من هو دونه عمرًا ومنصبًا وجاهًا، فهنا يظهر جوهر الإنسان. فالإنسان مع جميع طبقات المجتمع يكون ذا أخلاق عالية فهي ثابتة لا تتغير والمتذبذب في أخلاقه ما بين غني ووضيع ربما يكون تحت مظلة «ذو الوجهين». فتريث عزيزي ولي الأمر في القبول وعند الرفض فالحياة الزوجية إن لم تكن قاعدتها صلبة من البداية فسوف تنهار من أدنى تيار هوائي يرتطم بها. فلنساعد الشباب على حسن الاختيار ولنمنحهم تجاربنا بكل حب وان أظهروا عدم الاحتياج ولكن في قرارة الأنفس هم عطشى إلى النصح والتوجيه وقد قالها إخواننا المصريون: «الذي ليس له كبير يشتري له كبيرًا».