يعود تاريخ مدينة جدة إلى عصور قديمة جداً، ولكنها في عام 26ه (647م) شهدت تحولاً هاماً للغاية عندما اتخذها الخليفة الراشد سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ميناءً لمكة المكرمة مما جعلها واحدة من أهم المدن على ساحل البحر الأحمر، وجدة التاريخية والتي تعرف اليوم باسم (البلد) تتضمن حارات تاريخية مثل حارة المظلوم وحارة الشام وحارة اليمن وفيها مساجد تاريخية مثل مسجد الشافعي ومسجد عكاش ومسجد المعمار وبعض الأسواق القديمة. اهتمام الدولة -رعاها الله- بجدة التاريخية قديم ففي عام 1413ه تم تأسيس إدارة حماية جدة التاريخية، وفي عام 1425ه أطلق مشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على جدة التاريخية وفي عام 1427ه صدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تسجيل جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي. ولكن في هذا الأسبوع كانت هناك نقطة تحول تاريخية لجدة التاريخية حين أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء (يحفظه الله) إطلاق مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» وذلك ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية والذي يهدف إلى تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون جاذبة للأعمال والمشاريع الثقافية ورواد الأعمال. جاء ذلك الاهتمام في إطار رؤية 2030 والتي تعكس العمق العربي والإسلامي للمملكة إذ سيساهم المشروع في إبراز المعالم التراثية والأماكن التاريخية في المنطقة والتي تتضمن أكثر من 600 مبنى تراثي و36 مسجدًا تاريخيًا وخمس أسواق رئيسية وممرات وساحات عريقة وواجهات تاريخية، وسيمتد العمل في المشروع إلى 15 عاماً وفق مسارات متعددة وذلك بهدف جعل (جدة التاريخية) موقعًا ملهمًا وواجهة عالمية للمملكة. مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية مشروع فريد من نوعه فهو يجمع بين التاريخ والثقافة والاقتصاد والتنمية والمحافظة على التراث مما يشكل بيئة إبداعية متكاملة بمعايير عالمية.