لم تهدأ حسابات العراقيين على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية من تداول فيديو لهفوة ارتكبها وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان. فإلى جانب مخالفته للبروتوكول، خلال التقاط الصورة الجماعية للمشاركين في قمة بغداد أمس السبت، قال الوزير الجديد إن حجم التبادل التجاري بين العراق وايران وصل إلى 300 مليار دولار. رقم أثار استهجان وزراء ومسؤولين عراقيين، التقطتهم عدسات الكاميرا خلف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. فعاد عبداللهيان، ليصحح كلامه، قائلا إن التبادل بين البلدين بلغ 13 مليار دولار. غير أن عدسات المصورين التقطت حركة لأحد أعضاء الوفد العراقي، وقد بدا وكأنه يشير بعلامة الجنون. وتضمنت الكلمة الإيرانية، كثيرا من الإحراج للمستضيف العراقي؛ أبرزها تخصيص حيز كبير منها للهجوم على الحليف الولاياتالمتحدة. كما أظهر الوزير الإيراني الكثير من التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، والمسّ بسيادتها، حين قال إنه كان على بغداد دعوة إحدى دول الجوار للقمة، وهو كسر آخر للأعراف الدبلوماسية. وفي هذا السياق كتب الناشط العراقي كرار علامي على تويتر: "ما فعله وزير خارجية إيران، تصرف صبياني ليتصدر المشهد، بأي شكل من الأشكال.. الفعل هو من يقيم وليس المكان". وكتب آخر يحمل اسم "الجوكر"، تعليقا على تصرف الوزير الإيراني: "وزير خارجية إيران يعطي انطباعا عل سلوك إيران في المنطقة، ومثّلها أفضل تمثيل فتجاوزاتها وخلخلتها للأنظمة، وإعطاء صورة واضحة لا أخلاقية لإيران". أما ستار الجابري فقد رأى في كسر البروتوكول من طرف ممثل طهران "خطأ مقصودا، بكل تأكيد، من وزير خارجية إيران؛ أحرج المنظمين مع ضيوفهم"، فيما علق آخر: "تصرف وزير خارجية إيران في قمة بغداد هو استهانة بالقمة ومنظميها". ووافق حسن حسن، السابقين بالقول: "أول فشل دبلوماسي.. وزير خارجية إيران يضرب بعرض الحائط الأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية، ويقف في المكان المخصص لرؤساء الدول". يذكر أن "مكافحة الإرهاب" والتطورات في أفغانستان طغت على أعمال المؤتمر الإقليمي الذي عقد أمس في العاصمة العراقية. فقد جاء المؤتمر على وقع بروز تنظيم داعش، الذي تمّ دحره في العراق عام 2017 وفي سوريا عام 2018، على الساحة في أفغانستان مع انسحاب القوات الأجنبية.