منذ استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، دخلت كابول مجموعة متباينة من الشخصيات المنضوية في الحركة، من مقاتلين مخضرمين وطلبة إسلاميين مسلحين وقادة كبار في السن عادوا بعد سنوات في المنفى. لكن كان هناك استثناء واحد مهم: القائد الأعلى هبة الله أخوند زاده. وتولى أخوند زاده (الذي أطلق عليه لقب أمير المؤمنين) قيادة طالبان منذ العام 2016، عندما تحوّل من شخصية غامضة لزعيم يتولى مسؤولية الإشراف على حركة تواجه أزمة. وبعد توليه القيادة، أوكل أخوند زاده مهمة صعبة تمثّلت بتوحيد صفوف الحركة التي تشرذمت لمدة وجيزة في ظل صراع مرير على السلطة. وفضلا عن صورة يتيمة نشرتها طالبان، لم يظهر القائد الأعلى علنا على الإطلاق فيما لا يزال مكان تواجه غير معروف إلى حد كبير. وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد للصحافيين الأسبوع الجاري لدى سؤاله عن مكان أخوند زاده «سترونه قريبا إن شاء الله». وأفاد مدير برنامج آسيا لدى مجموعة الأزمات الدولية لوريل ميلر أن أخوند زاده «تبنى على ما يبدو أسلوبا انعزاليا» على غرار النهج الذي اتبعه عمر. ورجّح ميلر بأن تكون هذه السرية مدفوعة بمبررات أمنية، وتابع «لكن يرجّح أيضا بأنه سينسحب مجددا بعد الظهور ويمارس سلطته عن بعد، كما فعل الملا عمر». ويعقب غياب أخوند زاده شائعات تنتشر منذ سنوات تتعلّق بوضعه الصحي، وسط حديث في باكستانوأفغانستان بأنه لربما أصيب بكوفيد أو قتل في قصف.