قال خبراء المناخ في الأممالمتحدة الإثنين إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى "غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين". وبغض النظر عن معدل انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع "لقرون بل لآلاف السنين" خصوصا في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية وفقا للتقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والذي يقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100. كما أكد قال الخبراء التابعون للأمم المتحدة في تقريرهم إن مسؤولية البشرية عن ظاهرة الاحتباس الحراري "لا لبس فيها"، موضحا أن أن النشاطات البشرية تسببت في ارتفاع درجة الحرارة 1,1 درجة تقريبا منذ القرن التاسع عشر. وقالت فاليري ماسون ديلموت الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء التي طورت هذا النص: "من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه". من جهته، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعقيبًا على تقرير خبراء المناخ إنه يعلن نهاية الوقود الأحفوري الذي "يدمر الكوكب". وأضاف في بيان أن التقرير وهو الأول من نوعه منذ سبع سنوات هو "إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا". صور ويتوقع التقرير الأممي أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات. وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة، أحد البنود الرئيسية لاتفاق باريس، بحلول العام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة، وفق تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. كما حذر التقرير من أن الكوكب سيشهد زيادة "غير مسبوقة" في الظواهر الجوية القصوى مثل موجات الحر أو الأمطار الغزيرة حتى لو تمكن العالم من الحد من ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1,5 درجة مئوية. وستكون هذه الحوادث غير مسبوقة في تاريخ البشرية في "الحجم" و"التكرار" والوقت من العام الذي تضرب فيه أو المنطقة الجغرافية المتأثرة، كما يقول العلماء في ملخص تقني يحذرون فيه أيضا من اجتماع ظواهر قصوى مثل موجة حر مع جفاف وأمطار وفيضانات - يمكن أن تسبب "تأثيرات كبيرة وغير مسبوقة". وتابع التقرير أن قدرة الغابات والتربة والمحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاطات البشرية من المرجح أن تتراجع مع استمرار الانبعاثات، وهو أمر يهدد الجهود المبذولة للحد من ظاهرة الاحترار المناخي إلى مستويات مقبولة. على مدى العقود الستة الماضية، نجحت مصارف الكربون هذه في إزالة 56 في المئة من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاطات البشرية من الغلاف الجوي، ما يحد من ظاهرة الاحترار المناخي. لكنها قد تصبح "أقل فعالية" في المستقبل، وفقا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.