لم يكن عدم قبوله معيدا بعدد من الجامعات في المملكة بعد التقدم إليها سببا في يئسه، رغم نيله للبكالوريوس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، بل زاده إصرارا وتحديا لذاته لتحقيق أهدافه التي رسمها حتى تم تعيينه معيدا أكاديميا في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية، أثناء إتمام دراسته لدرجة الماجستير في كلية الطب في علم المعلومات الحيوية والكيمياء الحيوية الجزيئية، كما خلّد اسمه في أرقى الجامعات العالمية واستمراره في تحقيقه لعدد من الإنجازات العلمية. بطل القصة عاشها الشاب تركي عبدالله السعيدي الهذلي الذي عاش طفولته بحي جبل النور بالعاصمة المقدسة وبين أزقتها العشوائية، لينطلق منها نحو الآفاق العالمية، متغنيا بمنجزاته ومفتخرا ، ومتعهدا بخدمة دينه ومليكه ووطنه، حريصا على الالتحاق بتخصص طالما انتظره بفارغ الصبر وهو (Bioinformatics and Molecular Biochemistry) علم المعلومات الحيوية والكيمياء الحيوية الجزيئية ذلك التخصص والعلم التي تهتم به العديد من الدول لأهميته. وتدرج الشاب السعيدي الهذلي خلال مراحل تعليمه بمدرسة جبل النور الابتدائية ومدرسة العلاء بن الحضرمي المتوسطة ومدرسة دومة الجندل الثانوية والتحق بعد تخرجه بجامعة أم القرى التي تخرج منها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف تخصص أحياء عام 1436 ه. وحمل حقائبه للولايات المتحدةالأمريكية في عام 1439 ه بعد قبوله ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لإكمال الدراسات العليا وتحقيق أهدافه، عاش خلالها كنف الغربة وعشقه لطلب العلم ونيله للإنجازات العلمية المنفردة متغلبا على كل الصعاب التي كانت تواجهه. يقول الشاب تركي ل»المدينة» أنه تواصل وتقدم لأبرز وأكثر الجامعات السعودية سواء عن طريق الإعلان الوظيفي أو عن طريق الأقسام العلمية إلا أنه وللأسف لم يتم قبوله رغم أدائه للاختبارات الوظيفية والمقابلات الشخصية في بعض منها. وأضاف: تم تعيينه معلما بحائل عام 1436ه. ولم يباشر عمله كونه يطمح في السلك الأكاديمي العالي ولم ييأس أو يقنط من رفض الجامعات لقبوله معيدا، بل كان سببا في عزمه وإصراره لتحقيقه هدفه وإكمال الدراسات العليا. وأوضح أنه درس اللغة في جامعة كاليفورنيا سان دييغو وحقق الدرجة المطلوبة التي أهلته بعد توفيق الله سبحانه للقبول في جامعة جورج واشنطن العريقة لدراسة الماجستير في كلية الطب تخصص (Bioinformatics and Molecular Biochemistry) ، و توّج بنيله لدرجة الماجستير خلال هذا العام حيث اجتازها، كما نال على إثرها جائزة أفضل بحث علمي على مستوى كلية الطب من قسم الكيمياء الحيوية والطب الجزيئي جامعة جورج واشنطن، ويُعد أول سعودي يحقق هذه الجائزة. وأوضح الشاب تركي بأنه لم تكتمل فصول قصة نجاحه عند هذا الحد بل إنه أثناء دراسته للماجستير تم ترشيحه من قبل القسم لوظيفة معيد بناءاً على توصية رئيس القسم وعميد الكلية وباشر عمله معيدا لمدة عام في هذه الجامعة العريقة وتخليد اسمه وإبرازه بجامعة جورج واشنطن مدى الحياة ضمن كوكبة من الطلاب المتميزين، إضافة إلى ذلك عمل في مركز أبحاث السرطان بجامعة جورج واشنطن طوال فترة دراسته شارك خلالها في بعض البحوث العلمية التي تم نشر بعضها والبعض في قيد النشر كما تم ترشيحه الآن للعمل في مركز أبحاث جامعة هارفرد التابع لكلية الطب. وأرجع تركي السعيدي هذه الانجازات للدعم غير المحدود الذي تلقاه وكافة زملائه المبتعثين من قبل القيادة الرشيدة، ودعاء والديه ومتابعتهما له طيلة فترة تواجده بالولايات المتحدةالأمريكية كما أهدى الجائزة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين و والديه وللشعب السعودي كافة. ووعد الشاب الهذلي بأنه لن يألو جهدا في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة راجيا المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 ، عازما على مواصلة الدراسة لمرحلة الدكتوراة وبذل الجهد لتحقيق ذلك والمساهمة في رفعة الوطن وخدمة الدين ثم المليك والوطن وذلك في ظل الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة لكافة أبناء الوطن المبتعثين.