الصقر الوطني الذي استّل جناحه أولمبياً متجهاً صوب الأراضي اليابانية لم يتوقع أغلب المتفائلين والمتشائمين على حد سواء أن يظهر منكسر الجناح في أجواء طوكيو التي أعلنت في غضون أيام قلائل عن رحيل الأمل الأخضر بلا تذاكر وأمتعة. جلد ممثل الوطن بسوط النقد اللاذع في هذه الآونة تحديداً لايجدي نفعاً بقدر مايزيد غلة الحسرة لدى المتابعين الوطنيين المتطلعين لتحقيق إنجازات تسر الناظرين أو على أقل تقدير تقديم مستويات مبهرة طال أمدها في المحافل العالمية، ظهر بعض ملامحها في طوكيو واختفى سوادها الأعظم في العاصمة ذاتها . ندرك تماماً أن إمكانات الرياضة لدينا هائلة مادياً وبشرياً وتفوق أقرانها في بعض الدول المتأهلة للدور القادم من أولمبياد الأمل المسكوب، كما يتسع الإدراك لدينا أنّ مابذله صقر الرياضة الفيصل والقائمون على اتحاد القدم من جهد مستمر وعمل حثيث سراً وجهاراً ليس بالأمر الهيّن في سبيل إسعاد وريّ شعبٍ ظمآن لنتائج مبهجة يستحقها وطن نغفو ونصحو على حبه. جزئيات فنية بسيطة صاحبها توهان غريب أفقدتنا فرحة مرجوة، لست بصدد الحديث عن تلكم الجزئيات ليقيني التام أن هناك لجانا مختصة ستقوم بدراسة الأمر ومعالجة الخلل ومداواة جراح كرة الوطن الأولمبية ووضع الخطط المستقبلية بدءاً من لحظة إطلاق حكم المباراة صافرته معلناً عودة الصقر جريحاً رغم تمتعه بمخالب حادة. إتاحة الفرصة لاحتراف الوجوده الشابة (وهو مايميّز بعض المنتخبات المنافسة) وكذلك الاستفادة الحقيقية من برنامج ابتعاث المواهب إلى جانب أكاديمية مهد المنشأة حديثاً إضافة إلى التركيز على العمل المؤسسي لتطوير الأخضر الشاب البطل عربياً، قد تكون جميعها عوامل استثمار متاحة لبلوغ وتحقيق الطموح الوطني في أولمبياد باريس 2024 وما يعقبها. نعم نستطيع وبجدارة، فالكفاءات المثالية الطموحة حاضرة بدءاً من رأس الهرم الرياضي إلى أصغر طامح، فقط استمرار العمل الدؤوب ودراسة مكامن الخلل وإيجاد الحلول الملائمة، يقول الأمريكي جاكسون براون ( لتحصد أفضل النتائج، تعلّم من الماضي واجتهد في الحاضر). قانون: المشاعر الزائفة أشدُّ فتكاً من الرصاص.