تشير الأبحاث إلى أن أكثر من 40% من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط يتهددهم خطر الإصابة بسلوك الانتقائية في الطعام، ومن هذه الفئة هناك 15 بالمئة من الأطفال يصابون بحالات حادة من هذا السلوك، في حين تظهر 23% من حالات الإصابة سلوكاً واحداً على الأقل من الأطفال الانتقائيين في طعامهم. ويتمثل هذا السلوك في تناول وجبات طعام صغيرة لأنه الطفل يأكل حتى ينتهي إحساس الجوع فقط وليس للشعور بالشبع، وتناول الطعام ببطء وبدون اهتمام، ولا توجد شهية للأكل، وتناول أنواع محددة من الطعام يحبها ويصر عليها، وعدم الرغبة في تناول الأطعمة الجديدة لأنه لا يحب التجربة فهو روتيني في طعامه. أما عن أسباب هذه الحالة فهي ميل الأطفال الى الرتابة للشعور بالأمان، الخوف من التجربة والتجديد، ضعف عضلات البلع في بعض الحالات، الارتباط الشرطي مع مشكلة غذائية كالقئ أو الإصابة سابقًا بنزلة معوية أو تجربة طعم سيئ، العامل النفسي كوجود مشكلات أسرية أو الإفراط في التدليل أو وجود طفل جديد في الأسرة أو المقارنة المستمرة مع أطفال آخرين أو محاولات إجباره المستمرة على الأكل حتى بعد اكتفائه من الطعام، وهناك التسنين لدى بعض الأطفال. أما العلاج فيكون بتشجيع الطفل على الطعام والمكافأة وتعزيز الثقة بالنفس، التوقيت المناسب للطعام، المزج بين أنواع الأطعمة المختلفة لأعطاء تنوع غذائي جذاب، المشاركة مع الآخرين لإعطائه فرصة التقليد المفيد والتواصل الاجتماعي، تجنب الحلوى قبل الطعام أو بين الوجبات كي لا تفقده الشهية، التزيين المناسب لأطباق الطعام لجذب انتباهه وترغيبه في الطعام، ويختار الطفل طبقًا ملونًا جميلا ليصبح طبقه المفضل فيوضع به طعامه فترة من الوقت حتى يرتبط به نفسيًا وروتينيًا عندها يقدم في نفس الطبق طعام مختلف نرغب أن يجربه الطفل فيتقبله لارتباطه النفسي بطبقه المفضل. ويجب الحل الطبي لأي مشكلات صحية إن وجدت كمشاكل المعدة والجهاز الهضمي وإصابات الحلق وصعوبات البلع، والعلاج النفسي للغيرة أو الخوف أو التدليل الزائد أو الانعزال، كذلك العلاج السلوكي والنفسي لمشكلات فرط النشاط والحركة وتشتت الانتباه إن وجدت، والتواصل الأسري الجيد وتحسين العلاقة داخل المنزل والتوازن بين العطف والتدليل والثواب والعقاب بهدف اكساب الطفل صحة نفسية جيدة للتغلب على الشعور بالقلق.