تحولت أشجار «الجاكرندا» بألوانها الزاهية وكثافتها اللافتة في مدينة أبها إلى وجهة يومية لقاصدي جمال الطبيعة وقضاء أوقات ماتعة وسط الغابات البنفسجية. ويجذب شارع الفن (وسط مدينة أبها) الذي يشتهر بكثافة أشجار الجاكرندا، مئات الزوار يوميا من مختلف الفئات العمرية، الذين يحرصون على توثيق جماليات المكان. وتضم أبها أكثر من 13 ألف شجرة»جاكرندا» تتفتح أزهارها مع حلول فصل الربيع حيث تكسو الأغصان الكثيفة أزهار بنفسجية وأرجوانية تفوح بشذاها أرجاء المكان، وساعد المناخ المعتدل في أبها خلال فصلي الربيع والصيف في نجاح أمانة منطقة عسير في استزراع هذا النوع من الأشجار، فعملت الأمانة على توسيع نطاق زراعته حتى شمل الكثير من الطرق الرئيسة والمرافق العامة والحدائق والميادين. وتصل أبعاد الزهرة الواحدة إلى (5.2) سنتيمتر وتتساقط بعد حوالى الشهر وفي بعض الأنواع تكتسي الزهرة اللون الأبيض، وأوراق شجرتها مركبة ريشية فردية متقابلة ولونها أخضر وترتب الأوراق على الساق ترتيبًا تبادليًا، أما فروعها فهي مقوسة، على شكل مظلة مقلوبة وهذا يجعلها إلى جانب حجمها الكبير في مرحلة النضج شجرة وارفة الظلال. ويحتوي جنس «الجاكرندا»حوالى 45 نوعًا ما بين أشجار وشجيرات، وهي أشجار متساقطة الأوراق في المناطق التي تتعرض لفترات برد قارس، ودائمة الخضرة في المناطق المعتدلة، وينتمي هذا النبات إلى الفصيلة «البيجنونية»، حيث تنمو الشجرة لتصل إلى علو يزيد عن 18 مترًا، وتزرع البذور في التربة الطينية وتتحمل العيش في التربة الرملية وفي التربة القلوية قليلاً وهي متوسطة التحمل للجفاف ومنخفضة التحمل للملوحة وجيدة التحمل للأجواء الباردة، ويمكن لأشجار»الجاكرندا» الصغيرة أن تتحمل العيش في الظل وتنمو بسرعة فيه، وتنمو في التربة الرملية جيدة التصريف ولكن تحتاج إلى الري خلال فترات الجفاف، مع الحرص على تقليم الفروع بحيث تبقى أقل من نصف قطر الجذع للمساعدة في الحفاظ على سلامة النبات وزيادة متانته.