نشرت مؤسسة محمد بن سلمان "مسك الخيرية" تقرير المؤسسة السنوي لعام 2020م بعنوان "واقع جديد أثر مستمر"، الذي يعكس جهودها في تنمية الشباب ودعمهم، وتعزيز وجودهم ومشاركتهم المجتمعية والاقتصادية رغم ظروف جائحة كورونا، التي اجتاحت العالم وخَلّفت الكثير من المتغيرات على الصُّعُد كافة. واستعرض التقرير ما شهده العام الماضي من زخم كبير في أعداد المبادرات والبرامج المدَشّنة والمستفيدين منها، الذي جاء نتيجة جهود المؤسسة في المحافظة على استمرارية نهج صناعة الأثر بين الشباب في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، والالتزام بالتباعد والإجراءات الاحترازية للحجر الذي شلّ مظاهر الحياة في مختلف الدول. وأطلقت المؤسسة في عام 2020م 77 برنامجاً و54 مبادرةً داعمة لتمكين الشباب في مختلف مجالات تركيز "مسك الخيرية"، استفاد منها في المجمل نحو 585 ألف مستفيد، فيما أثمرت جهود دعم ريادة الأعمال عن دعم 100 شركة ناشئة بمبالغ إجمالية فاقت ال200 مليون ريال، في حين استفاد من جهود "مسك الخيرية" أكثر من 175 ألف رائد أعمال مشارك من داخل المملكة وخارجها. وشهد العام الماضي -حسب التقرير- اعتماد الإستراتيجية المُحدَّثة لمؤسسة "مسك الخيرية"، في سبيل تحسين وتطوير أداء منظومة العمل المؤسسي، بما يتناغم مع رؤيتها ورسالتها وأهدافها ومجالات تركيزها المتمَثّلة في التعليم وريادة الأعمال، والثقافة والفنون الإبداعية، والتقنية والعلوم. وتنوعت برامج "مسك الخيرية" المقدمة في العام الماضي طبقاً للمسارات المحدثة التي تستهدف شرائح عمرية مختلفة وترتبط بالأهداف طويلة المدى ل "مسك الخيرية"، وتشمل: تطوير القيادات، والتطوير الوظيفي، والتواصل المجتمعي والشؤون العالمية، وريادة الأعمال. وأكد الرئيس التنفيذي ل "مسك الخيرية" الدكتور بدر البدر أن المؤسسة بادرت في العام الماضي إلى مواءمة أعمالها مع الظروف التي فرضتها الجائحة، وركزت جهودها للوصول إلى المستفيدين من برامجها ومبادراتها عن بعد، لتكون بذلك على مستوى القرب نفسه من مستفيديها في مختلف أنحاء المملكة. وأشار إلى أن استجابة المؤسسة لانتشار فيروس كورونا تمَثّلت في تحديث خطط أعمالها، ورسم السيناريوهات المتوقعة، ووضع الخطط البديلة للتكيف مع الجائحة، إلى جانب تشكيل فريقي عمل، أحدهما يُعنَى باستمرارية برامج المؤسسة في ظل المتغيرات الجديدة، والآخر يهتم بسلامة كوادر "مسك الخيرية" ومتابعة الإجراءات الاحترازية وتفعيلها في مختلف جوانب أعمال المؤسسة حفاظاً على صحة الموظفين وعائلاتهم". وأكد البدر أهمية العمل على خطط الاستجابة لعالم ما بعد الجائحة بالتركيز على الاستمرار في النمو والإنجاز في عالم جديد تختلف فيه وسائل العمل وطرق التعلم ومقاييس النجاح. وكانت "مسك الخيرية" قد دشنت العام الماضي مجموعة من البرامج والمبادرات بما يتواءم مع ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد، كان من بواكيرها الحملة الإلكترونية "لا تقطع"، التي تضمنت مجموعة واسعة من البرامج والتحديات لإشراك أفراد المجتمع في خدمة مجتمعهم وتقديم كل ما هو مفيد لاستمرار الإنجاز والعطاء، وقد حصدت الحملة مشاركات واسعة من الشباب وجميع فئات المجتمع بلغت أكثر من (1,088,000) مشارك ومشاركة. كما سعت "مسك الخيرية" في العام الماضي إلى ترسيخ هويتها المؤسسية في المجتمعين المحلي والدولي وتكريس مفهوم المواطنة العالمية، حيث شاركت المؤسسة في 190 محفلا محليا ودوليا وأقامت 101 ورشة عمل، بلغ مجموع المشاركين فيها نحو من 11.4 مليون مشارك، يأتي على رأسها "منتدى مسك العالمي"، و"مجموعة شباب العشرين"، و"مجموعة تواصل قِيَم العشرين". وانطلقت النسخة الخامسة من "منتدى مسك العالمي" على نحوٍ افتراضي العام الماضي بعنوان "التأثير المضاعف، وسط حضور عالمي كبير، وبمشاركة واسعة من المتحدثين وممثلي المؤسسات الشبابية الدولية والقيادات الشابة ورواد الأعمال ومسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص، وحَمَل بيان "مجموعة شباب العشرين" التي شاركت "مسك الخيرية" في تنظيمها مجموعة من التوصيات الرائدة بشأن الموازنة بين العمل والحياة وتحديد عوامل النجاح. وتوثيقاً لجهود "مسك الخيرية" في استمرار نهج صناعة الأثر على الرغم من تحديات جائحة كورونا أطلقت المؤسسة فيلمها الوثائقي "على قيد النجاح" الذي لاقى رواجا إعلاميا واسع النطاق، لتسليط الضوء على جهود "مسك الخيرية" في استثمار ظروف الجائحة على نحوٍ فريد، وحقَّق الفيلم أكثر 7.6 ملايين مشاهدة على منصة "يوتيوب"، إلى جانب نشر 14 خبرا صحفيا و105 منشورات تواصلية و30 شهادة من مؤثر اجتماعي حصدها الفيلم.