انطلقت مطلع هذا الأسبوع اختبارات الفصل الدراسي الأول (عن بعد) وذلك في جميع المدارس الحكومية والأهلية، وقد سبق لوزارة التعليم تقديم العديد من الإرشادات للطلاب والطالبات قبل وأثناء الاختبارات مثل الدخول المبكر لموقع الاختبارات واتباع التعليمات والإرشادات المقدمة من المعلمين والمعلمات وفي حال وجود أي تحديات فيتم مشاركة المعلم لإيجاد الحل المناسب لها وتقديم الدعم اللازم مع الحرص على الإجابة في الوقت المحدد والتركيز على إنهاء الاختبار قبل وقته وعدم الرد على أي اتصال في حال كان تأدية الاختبارعن طريق الجوال. تجربة جديدة أخرى تفرضها جائحة كورونا ويعيشها لأول مرة أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة ومن خلفهم أولياء أمورهم فهم يؤدون امتحاناتهم عبر منصة «مدرستي» أو المنصات التعليمية الأخرى التي تستخدمها المدارس الأهلية وقد انطلقت تلك الاختبارات بعد أن أعادت وزارة التعليم توزيع درجات أعمال السنة والاختبارات النهائية -استثناءً للفصل الدراسي الأول- لتكون للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة (40) درجة لأعمال السنة والمتضمنة اختبارات قصيرة ومهام أدائية ومشاركات صفية وواجبات منزلية في حين خصصت للاختبار النهائي (10) درجات فقط. انطلقت الاختبارات لأول مرة بدون أي أوراق أو أقلام وبدون أن يكون هناك مراقبون أومفتشون لمنع أي محاولة للغش كما كان معتاداً في الاختبارات التي تتم حضورياً بل على العكس فإن بعض الطلاب والطالبات كانوا يؤدون الاختبارات بجوار أولياء أمورهم الذين حرصوا على توفير كل العوامل والأجواء المساعدة لنجاح تلك التجربة وجاءت الاختبارات بطريقة الاختيارات المتعددة وعبر نماذج اختبارات إلكترونية جاهزة لا تحتاج إلى قلم أو ورقة وفي إطار وقت زمني محدد. الاختبارات (عن بعد) ساهمت في تلاشي حالة القلق والاستنفار التي كانت تعيشها الكثير من المنازل والأسر خلال فترة الامتحانات النهائية كيف لا وكثير من أولياء الأمور وفي مقدمتهم (الأمهات) عاشوا الفصل الدراسي الأول مع أبنائهم بكل تفاصيله وكان بعضهم يتابع ويحضر ليس يومياً بل وعند الدخول لكل حصة في كل يوم مما ساهم في تعزيز الفهم والاستيعاب لكثير من الجوانب الدراسية لأولياء الأمور كما ساهم في وجود الهدوء والاطمئنان وإشاعة الثقة بين الأبناء وأولياء الأمور والمعلمين الذين عمدوا إلى نشر آلاف المقاطع عبرمواقع التواصل تشرح طريقة إعداد الأسئلة وتصحيحها ورصد الدرجات والتغلب على أي مشاكل تقنية يمكن أن تواجههم خلال الامتحان. لأول مرة لم نشاهد بعض مظاهر الصخب في الطرقات وعند محيط المدارس والتي كنا نشاهدها بعد الاختبارات النهائية وكان بعضها يؤدي إلى حوادث مميتة ولم نشاهد تصوير الملازم أو المذكرات قبل الامتحانات، فكل شيء صار يتم عبر الإيميل والجوالات بكل يسر وسهولة.