ضمن 27 مبادرة، أطلقتها وزارة الثقافة في حفل الإطلاق الذي أقيم في مركز الملك عبدالعزيز، الأربعاء 27 مارس 2019م، أطلقت الثلاثاء 9 ذو القعدة 1441ه/ 30 يونيو 2020م، الجوائز الثقافية الوطنية، معلنة بذلك عن بدء أعمالها وفتح باب المشاركة على المنصة الإلكترونية، حتى نهاية سبتمبر 2020م. الحفل وما فيه من المبادرات، تابعه المثقفون في السعودية وربما في أرجاء العالم العربي، نظرًا لأهمية المرحلة التي تمر بها المملكة العربية السعودية والإبهار والدهشة التي أصابت العالم من حولنا لهذا الحراك المتقن في كل مفاصل الحياة، ونجاح مؤسسات الدولة والقطاعات والمؤسسات الأهلية والمجتمع المدني في تطوير الإمكانيات والقدرات لمواكبة وتحقيق رؤية 2030 التي ربما كانت حلمًا جميلاً في أعين البعض غير قابل للتحقق والإمكان، لكن أثبتت الأيام أنه لم يكن أضغاث أحلام، بل رؤية مدروسة واعية استطاعت أن تحقق كثيرًا من بنودها وهي تمضي بثبات وقوة في طريق تحقيق بنودها كاملة حتى قبل حلول عام 2030م. وزارة الثقافة بعد انفصالها عن توأمها الملتصق بها منذ تأسيسها، استطاعت أن تستوعب احتياجات المجتمع السعودي، وطموحات المثقف بشكل خاص، من خلال شمولية المبادرات للتطلعات والاحتياجات، وأثبتت وزارة الثقافة بهذه الجائزة؛ أن توجهها وأهدافها تشمل كل النشاط البشري الذي يشكل ثقافة الوطن، وأنها تحفز الإبداع والتميز وبصدد تكريم المبدعين في كافة الأنشطة الثقافية التي لم تعد محصورة في الأدب وأنواعه المؤطرة باللغة فقط، بل فتحت ذراعيها لتضم الجميع في حضنها، وتظلهم بمظلتها الكبيرة، وتنزع عن جائزتها جلباب الأدب، وتلبسها ثوبًا يليق بأهدافها، وفي مقدوره تغطية كامل الجسد الثقافي. اهتمت معظم جوائز الدول والمؤسسات الكبرى بالإنتاج الأدبي والفكري، ودول ومؤسسات قليلة اهتمت بنشاطات أخرى كالعلوم والسلام والطب والفيزياء كجائزة نوبل، واهتمت مهرجانات السينما والمسرح والفنون الأدائية حول العالم بمنح المبدعين والأعمال المتميزة جوائز مختلفة تغطي فروع النشاط، لكن جائزة الثقافة الوطنية غطت جميع تلك الأنشطة. الطهي، والأزياء من أهم الأنشطة التي تميز الشعوب، بل تميز كل منطقة ضمن نطاقها الجغرافي في كل الدول، ففي المملكة العربية السعودية توجد مناطق مختلفة لكل منطقة أكلات تعرف بها، وأزياء تميز أهلها، فيوجد الأكل الحجازي، الأكل المديني، كذلك نجد والقصيم والجنوب وأهل الشرقية بالتأكيد لكل مدينة أكلاتها المميزة، ومدن الشمال أيضًا كذلك، وكذلك بالنسبة للأزياء، لكل منطقة أزياؤها التي تميز أهلها من النظرة الأولى. إذًا الطهي، والأزياء، نشاط بشري يدخل ضمن المنظومة الثقافية التي تشكلها مختلف الأنشطة التي ضمتها جائزة وزارة الثقافة، كالمسرح والفنون الأدائية والسينما، والفنون البصرية، التي تضم الرسم والنحت والحفر والخط بأشكاله وتموجاته، التراث الوطني، فن العمارة، النشر والترجمة التي يحتاجهما المبدع، سعت الوزارة لتحفيزهما على الإبداع أيضًا. أربعة عشر جائزة خصصتها الوزارة شملت: شخصية العام، جائزة الشباب، تمنح للشباب المبدع بين 20-40 عامًا، المسرح، السينما، الأزياء، الموسيقى، الفنون الأدائية، الفنون البصرية، فنون العمارة، فنون الطهي، جائزة النشر والترجمة، جائزة المؤسسات الثقافية، التراث الوطني، وجائزة الأدب فهي لم تختص الأدب بجوائزها ولم تستثنيه أو تخرجه من ردائها، لأنه يظل أهم الأنشطة العقلية العليا، ويستحق الاهتمام به، كما تستحق الأنشطة الأخرى ذات الاهتمام، كي يتطور المجتمع، ويتم تحفيز أبنائه على التميز والإبداع في كل مجال من مجالات الحياه. كم هائل من الإبداع يهطل كل لحظة، بحاجة إلى تعميده والإقرار بجودته وتقديمه للناس لقراءته، مشاهدته، تذوقه بالمعنى الحقيقي والمجازي، مبادرة تستحق الاحتفاء، وتستحق الثقة في مصداقيتها وحياديتها بأن تمنح للإبداع المستحق دون تمييز على أي وجه من أوجه التمييز.