كلّف مجلس وزراء الصحة العرب أمانته الفنية بإعداد مشروع خطة عربية موحدة للوقاية من انتشار وباء كوفيد 19 بالتعاون مع وزارات الصحة بالدول العربية والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة للسكان للدول العربية وعرضها على المجلس لاتخاذ ما يراه بشأنها. جاء ذلك في بيان أصدره المجلس اليوم في ختام أعمال "اجتماعه الافتراضي" الذي عقد حول "كيفية مواجهة تداعيات جائحة كورونا المستجد على المنطقة العربية في المجال الصحي"، برئاسة البحرين، رئيس الدورة العادية 53 لمجلس وزارء الصحة العرب. ووجه المجلس الشكر والتقدير إلى جميع القطاعات الطبية والأطقم الطبية في المستشفيات والمؤسسات ومراكز الرعاية الصحية الذين يقفون في المواجهة والصفوف الأولى أمام جائحة كوفيد 19. وشدد على أهمية تبادل المعلومات والخبرات بين وزارات الصحة في الدول العربية بالتنسيق مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب وتعيين ضابط اتصال لمتابعة التواصل المباشر بخصوص مستجدات كوفيد 19 بين الدول العربية والمنظمات الدولية ووكالات الأممالمتحدة ذات الصلة والاستمرار في متابعة التطورات الوبائية للمرض. ودعا المجلس إلى تبادل الخطط الاحترازية التي وضعتها الدول العربية لمواجهة تحديات هذا الوباء والاستفادة من خبرات الدول وتجاربها في هذا المجال. وأشاد بمبادرة موازنة صديقة للصحة لمواجهة كوفيد 19 المقترحة من الأمانة العامة - قطاع الشؤون الاجتماعية - إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية - التي أعدتها بالتعاون مع كل من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمكتب الإقليمي لصندوق الأممالمتحدة للسكان للدول العربية والعمل على الترويج لها عبر جميع وسائل الاتصال الاجتماعي وتكليف الأمانة الفنية ببلورة وتطوير هذه المبادرة المهمة لتصبح إستراتيجية عربية. وطالب المجلس بدراسة إمكانية إنشاء مرصد عربي لمراقبة ورصد الأمراض الوبائية المستجدة العابرة للحدود أو الناتجة عن الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية وتعزيز التنسيق بين الدول العربية للاستفادة من المختبرات المرجعية فيما بينها. وقرر تشكيل فريق من الخبراء المتخصصين لإعداد دراسة عاجلة لاحتياجات ومتطلبات مرحلة ما بعد الجائحة بهدف تعزيز مناعة وجاهزية النظم الصحية والتعاون بين الدول الأعضاء للتعامل مع أي حدث طارئ في المستقبل، وذلك بالتنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وصندوق الأممالمتحدة للسكان للدول العربية. وأكد المجلس على أهمية إبراز الجهود العربية المبذولة في مجال البحث العلمي من أجل التوصل لعلاج فعال لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وتعزيز التواصل بين الدول العربية الأعضاء وتبادل المعلومات والتنسيق المستمر في هذا الشأن. ودعا لتعزيز التعاون بين الدول العربية الأعضاء من أجل توفير الإمدادات الإغاثية والمستحضرات والتجهيزات الطبية وتقديمها للدول التي تحتاج إليها في أسرع وقت ممكن. وشدد المجلس على الاستمرار في اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية لمجابهة هذا الوباء والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا الشأن. وكلف الأمانة الفنية بدراسة احتياجات الدول العربية الأعضاء من المستلزمات الطبية والتجهيزات الطبية، داعيا الدول العربية لتقديم ما يمكن من دعم ومساهمات لها، ومخاطبة الشركاء الدوليين والمؤسسات المالية العالمية لحشد الدعم المالي لمواجهة التداعيات النفسية والاجتماعية والصحية المترتبة على وباء كوفيد 19. كما دعا المجلس إلى وقف الاقتتال والصراعات وإسكات أصوات البنادق وتأمين مسارات نقل آمنة في الدول العربية التي تعرف نزاعات مسلحة لتسهيل وصول المساعدات والمستلزمات الضرورية. كما أكد ضرورة تعزيز القدرات المعملية والإكلينيكية بالدول العربية لإجراء الاختبارات لتشخيص فيروس كورونا المستجد بهدف تبادل أفضل الممارسات والخبرات من خلال تحديد آلية للتنسيق على مستوى المراكز الوطنية العربية المعتمدة لمكافحة الأوبئة. وطالب المجلس منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بحماية الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين في السجون الإسرائيلية من خطر انتشار وباء كورونا المستجد والمطالبة بإطلاق سراحهم وتحميل إسرائيل مسؤولية حياتهم وسلامتهم، وكذلك إدانة منع الاحتلال الاسرائيلي للمرضى الفلسطينيين من تلقي العلاج والوصول إلى المستشفيات، والعمل على توفير الدعم الفني والمالي الدائم للقطاع الصحي الفلسطيني. وتقرر إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم وتكليف الأمانة الفنية بمتابعة تنفيذ ما تضمنه هذا البيان وتقديم تقرير إلى المجلس في هذا الشأن.