صدر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، كتاب «إيران والمراكز الشيعية في أوروبا.. الدور والأبعاد وحدود التأثير». ويتوزَّع الكتاب البالغ 154 صفحة على خمسة فصول ينطلق الفصل الأول (أهمية ومكانة أوروبا في الإستراتيجية الإيرانية) من الأهمية التاريخية، حيث شكَّلت أوروبا معادلًا إستراتيجيًا وسياسيًا تستند إليه إيران في صراعاتها الإقليمية والدولية مع القوى المنافسة. والأهمية الجيوستراتيجية لما تُحظى به الدائرة الأوروبية من أهميةٍ كبيرةٍ لدى صنَّاع القرار في إيران بوقوعها ضمن المجالات الحيوية الثلاثة في الإستراتيجية الإيرانية. والأهمية السياسية نظرًا إلى الثقل الكبير الذي تمثِّله الدول الأوروبية في الساحة الدولية. ثم الأهمية الاقتصادية حيث تعود العلاقات بين أوروبا وإيران إلى آلاف السنين رغم أنَّها شهدت بعض التقلبات تبعًا للظروف السياسية. وكذلك المنظور الديني وفقًا لأُسس نظرية ولاية الفقيه بقراءتها الخمينية، باتساع الولاية لتشمل كلّ المسلمين في العالم. ويرصد الفصل الثاني (الوجود الشيعي في أوروبا: خريطة الانتشار والفرص المتاحة لإيران)، التواجد الشيعي في دول أوروبا الغربية (المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، وبلجيكا، وإسبانيا، واليونان، والنمسا)، قبل أن يعرج إلى الوجود الشيعي في الدول الإسكندنافية (السويد، والدنمارك، والنرويج)، ثم الوجود الشيعي في شرق أوروبا مُشكَّلًا من التجمعات الإيرانية نتيجةً للتغيرات الحدودية، وكمعبر لهجرة الإيرانيين إلى أوروبا الغربية، والتواجد الإيراني أثناء حروب البلقان، ونقل معسكر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من العراق إلى ألبانيا. ويستعرض الفصل الثالث (المراكز الشيعية والسياسات الإيرانية تجاه الشيعة في أوروبا) منطلقًا من فلسفة التأسيس وأهدافه بناءً على الأسباب الأيديولوجية وفقًا للاعتقاد بأنَّ حكومة ولاية الفقيه ينبغي أن تكون يوماً ما، حكومةً عالميةً. وكذلك العلاقة المؤسَّسية بين إيران والمراكز الشيعية الخاضعة لتأثير وتوجيه المؤسَّسات الأمنية والاستخباراتية الإيرانية بما فيها الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس. كما وثَّق الفصل لحدود الدعم الإيراني للمراكز الشيعية باعتمادها على مصادر مالية من الموازنات السنوية والجهات الدينية والوقفية الخاضعة للمرشد. ويكشف الفصل الرابع (المراكز الشيعية والأجندة الإيرانية في أوروبا) عن دور هذه المراكز وأنشطتها وصلتها بالنظام الإيراني، ومدى تمكينها لإيران من تحقيق أجندتها على الساحة الأوروبية، من خلال وجودها في: ألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والنرويج، واليونان، والسويد، وأوكرانيا، والنمسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، وبولندا. ويناقش الفصل الخامس والأخير (تسييس المراكز الشيعية: النتائج والتداعيات والانعكاسات على إيران)، نتائج توظيف إيران للمراكز الشيعية من خلال عدة عناصر. كما تناول ردود الفعل الأوروبية من المنظور الجيو-أمني والموقف من دور هذه المراكز الشيعية، وانعكاسات ذلك على إيران. وختامًا فإنَّ صدور الكتاب في هذا التوقيت الدقيق ينبِّه إلى مقدار القلق الدولي من تغلغل إيران واختراقها المجتمعات لخدمة مشروعها. وبالرغم من تزايد الوعي الأوروبي بخطورة ذلك، إلَّا أنَّ توفير ساحة للمراكز الشيعية في أوروبا، قد يمكّن إيران من توظيفها لخدمة مشروعها وتوسيع نفوذها في ساحاتٍ أخرى. ومن هذا المنطلق نجد أنَّ الكتاب يزخر بمعلوماتٍ توضيحيةٍ مُفصَّلةٍ، ويقدِّم مادةً استرشادية ويسدّ فراغًا علميًا مهمًّا للباحثين والمهتمين، كما يترك مساحةً حرةً للقارئ لبلورة رؤيةٍ مواكبة. والكتاب عبارة عن عمل جماعي شارك فيه باحثون من مركز الدراسات والبحوث في معهد «رصانة»، فيما قام بتحريره الدكتور محمد بن صقر السلمي والأستاذ محمود حمدي أبو القاسم. الكتاب متاح في متجر جملون عبر الرابط: https://jamalon.com/ar/5008419.html وسيتاح قريبًا في المتجر الإلكتروني وفروع مكتبة جرير داخل المملكة وخارجها.