لقد أظهر وباء كورونا العديد من الأشياء المخفية أو المهملة أو المجهولة سواءً كانت جيدة أو سيئة.. ومن أهم الأشياء السيئة التي برزت بعد تفشي هذا الوباء: * قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية لدى كثير من شرائح المجتمعات العالمية. * التساهل والتهاون في التعامل مع العوارض الصحية والأمراض لدى بعض فئات المجتمع. * المبالغة والتهويل والخوف الشديد غير المبرر في التعامل مع العوارض الصحية والأمراض بالطرق المهنية، مما يؤثر على المناعة النفسية والفسيولوجية لدى بعض فئات المجتمع. * البروز الكبير لحجم التعامل العاطفي السلبي مع الوباء لدى الرأي العام وعدم الاهتمام اللازم بأخذ المحاذير والتوصيات والإرشادات العلمية والطبية. * الاستغلال السياسي الوحشي للوباء وتوظيفه إعلامياً واقتصادياً. * القصور في البنى التحتية للخدمات الصحية والطبية عالمياً. * حجم وشمولية الآثار المدمرة للأوبئة سواءً كان المصدر طبيعياً أو بفعل فاعل. أما ما يخص الجوانب الإيجابية التي أفرزها هذا الوباء فمن أهمها التالي: * أن الأوبئة لا تعترف بالدول ولا بالشعوب والحدود الجغرافية ولا بالأعراق والمعتقدات، لذلك تتنقل بحرية بين مختلف الدول والمجتمعات كل ما توفرت لها الوسائل. * بالرغم من الحجم الكبير للتغطية الإعلامية السلبية والاستغلال السياسي، فإن الجوانب الإعلامية الأخرى كان لها آثار إيجابية مهمة في رفع مستوى الوعي الصحي المجتمعي تجاه هذا الوباء. * الأمراض بجميع أنواعها لديها القابلية للتمحور والتحول والتطور ولذلك فلابد للبشر جميعاً من استمرار البحث والتطوير في مجال محاربة الأمراض وأن يكون الدواء الوقائي والعلاجي في متناول الجميع بلا استثناء. * ضرورة تحول الاستراتيجيات العالمية نحو تطوير البنى التحتية والتنمية وتقليص الاستثمار في متطلبات الحروب بصفة عامة وأسلحة الدمار الشامل مثل الجرثومية والنووية بصفة خاصة. * لقد أكسب هذا الوباء الخطير كثيراً من دول العالم الخبرات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأزمات العالمية في مجالات متنوعة مثل الطب الوقائي والتجهيزات اللوجستية وإدارة الأزمات والتكيف الاقتصادي والاجتماعي والتواصل العالمي. ختاماً فإنه لابد من الإشادة بحسن إدارة حكومة المملكة لهذه الأزمة على النطاقين الداخلي والخارجي وتفاعلها بمنتهى المسؤولية والشجاعة في حماية المواطن والمقيم والزوار الكرام.